Site icon IMLebanon

حركة لَمّ شمل فلسطيني وإقليمي وعربي على الساحة اللبنانيّة

 

 

بدت عملية ترتيب الأوراق الإقليمية في المنطقة واضحة أمام حالة اصطفافات إقليمية وعربية ودولية جديدة مغايرة عن المرحلة السابقة، ومن الطبيعي أن يكون لذلك انعكاس على الداخل اللبناني، نظراً للترابط السياسي والعقائدي بين هذه المقاربات التي ستشكل منحىً يبنى عليه على الصعيد المحلي، في الإستحقاقين النيابي والرئاسي، ومن ثم إلى ما يمكن أن يحدث بعد إسدال الستارة على الحرب الأوكرانية ـ الروسية، وكذلك مشهدية فيينا المتعثّرة، وهنا، ووفق معلومات مؤكدة، فلا شيء يوحي بأن أي خطوة إيجابية ستتحقّق على هذا المسار، عازية الأسباب والدوافع إلى تردّدات الحرب الروسية ـ الأوكرانية، والتي بدّلت كل ما كان مطروحاً على بساط البحث من ملفات إقليمية ودولية.

 

وفي هذا الإطار، فإن المــصالحة التي جرت في لبنان بين حركــتي «حماس» و»فتح»، إنما تدخل في إطار الأوضاع على الســاحة الفلســطينية، وأقله في المخــيمات والداخل اللبــناني، إذ يحكى عن جــبهة جديدة شبيـهة بتلك التي كانت قائمة في مراحل سـابقة، مثل «جــبهة الصمود والتصدّي»، إلى التحالفات الليبية والسورية والعراقية وجبهات مماثلة نشأت في السبعينات والثمانينات.

 

وعلى صعيد هذه المصالحة، أشارت المعلومات إلى أن «حركة أمل» قامت بدور إستثنائي، إذ يلاحظ أيضاً أن حركة «فتح» في لبنان تتواصل مع سائر القوى السياسية والحزبية، والتي هي على علاقة وطيدة مع حزب الله وسوريا وطهران، بخلاف الفترة الماضية.

 

أما عن تأثير ذلك على الشأن اللبناني، ينقل في هذا الإطار، ووفق المعلومات، بأن هناك مساراً طويلاً وجديداً ينطلق من ترقّب نتائج الإنتخابات النيابية، وصولاً إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، وعندها سيكون لبنان، ووفق هذه النتائج، في محور يجمع هذه القوى المشار إليها داخلياً وعربياً وإقليمياً، دون أن يعني ذلك أنه ليس للطرف الآخر من أي دور أو مواقف، على اعتبار أن المسألة ترتبط بواقع المنطقة بشكل عام، إضافة إلى الكلمة الفصل لعواصم القرار، وحيث ثمة دول معنية منذ زمن بعيد بالواقع اللبناني ولديها أصدقاء وعلاقات، ولا يمكنها ترك الساحة اللبنانية، وفي الطليعة تبرز فرنسا التي تقوم بدور أساسي على الصعيد اللبناني، ولهذه الغاية، فإن لبنان لا يمكنه التفرّد، ومن خلال أي طرف أو مكوّن سياسي، على اعتبار أنه محكوم بالتوافق مهما كانت نتائج الإنتخابات النيابية أو الرئاسية، في حين أن الواقع الفلسطيني يعني كل الأطراف، بمعنى أن هــناك قوى في المقلب الآخر المناهض لحلفاء دمشق وإيران، لديهم علاقات وثيقة مع السلطة الفلسطينية، وحتى مع حركة «حماس»، ولذلك، فإن ما يجري اليوم إنما هو إعادة ترتيب أوراق سياسية لاستعمالها في أي استحقاق إقليمي أو دولي.

 

وبالمحصلة، فإن الساحة اللبنانية تبقى الأكثر تأثيراً بمجريات الأوضاع الدولية، إن من خلال ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، أو على خط المفاوضات الإيرانية، ولهذه الغاية، تعتقد جهات سياسية فاعلة أن لبنان يترقّب بلورة الصورة في الإقليم وكل ما يحدث من تطورات ومتغيّرات، لتتّضح معالم المرحلة المقبلة في الداخل، وعليه، هناك أجواء ومؤشرات عن تسوية أو حلول يجري العمل عليها بهدوء، والجميع يترقّب الظروف المؤاتية كي يتم الإتفاق على الصيغة التي تساعد لبنان على الخروج من أزماته، ومن الطبيعي أن ذلك لن يكون في الفترة القريبة المقبلة، بل سيحتاج إلى المزيد من الوقت نظراً لكثرة التعقيدات في الداخل، والتحوّلات التي تحدث في الخارج.