IMLebanon

نرفض «صفقة القرن» ولكن!  

 

 

لا يوجد مواطن عربي واحد تجري في عروقه دماء عربية إلاّ ويرفض هذا الاتفاق المهين الذي عرضه المجنون الرئيس الاميركي دونالد ترامب إرضاءً لمقتضيات الانتخابات الاميركية ولكسب أصوات اليهود وتأثيرهم الفاعل في الانتخابات الاميركية التي باتت في بداياتها.

 

هذه الصفقة العار التي اختصرت فلسطين بـ٢٢٪ من أراضيها التاريخية وربطتها بالدولة الاردنية بجسرين جسر الملك عبدالله وجسر الملك حسين (اللنبي سابقاً) ونفق يربطها بالصحراء المصرية في سيناء.

 

ما يجري اليوم هو أخطر ما تواجهه الأمة العربية في تاريخها، إذ خسرنا ٧٨٪ من فلسطين، وخسرنا غور الاردن، وخسرنا الجولان بعدما ضمته إسرائيل، وخسرنا القدس التي أعلنت إسرائيل انها أصبحت عاصمة الدولة العبرية، ووافقت أميركا على نقل سفارتها إليها لتؤكد أنّ القدس أصبحت عاصمة إسرائيل «الأبدية» كما يزعمون.

 

ماذا بقي لنا لنقبل به؟ طبعاً لا شيء.

 

ولكن مع العلم اننا أصبحنا أكثر ضعفاً مما كنا عليه يوم طرد اليهود الفلسطينيين من أراضيهم عام ١٩٤٨ وأقاموا دولتهم، ونحن لا نزال نكابر ونقول إنّ هناك دول المقاومة والممانعة وتضاف إليها إيران التي أنشأت «فيلق القدس» في الحرس الثوري الذي له وظيفة واحدة ألا وهي إسترجاع القدس كما يدل اسمه! وفي الحقيقة أنّ هذا الفيلق فعل كل شيء ما إلا الشيء الوحيد الذي أنشئ من أجله:

 

ذهب الى سوريا وأخذ معه «حزب الله» لكي يقتلا الشعب السوري ويدافعا عن كرسي بشار الأسد تحت ذريعة محاربة الارهاب.

 

وبالمناسبة كنا نظن، عندما ذهب «حزب الله» ومعه «فيلق القدس» الى سوريا، أنه سيشكل جبهة جديدة ضد إسرائيل إنطلاقاً من الجولان المحتل، خصوصاً المناطق المتاخمة لفلسطين المحتلة في درعا والسويداء وبذلك يكون لدى «فيلق القدس» الفرصة الكاملة لمحاربة إسرائيل من الجولان كما من جنوب لبنان.

 

وبدلاً من ذلك قتل الاسرائيليون المناضل عماد مغنية الذي يعتبره «حزب الله» أحد أكبر قادته، كما قتلوا نجله لاحقاً مع مجموعة من الضباط في الحرس الثوري وفي الجيش الايراني… وطبعاً تعهد «حزب الله» بالرد مع إيران في المكان والزمان المناسبين ولن يتركا إسرائيل تنجو بفعلتها… ولكن هم الذين يختارون الوقت ولن يسمحوا لها أن تستدرجهم… ثم قتلت إسرائيل مصطفى بدر الدين القائد الثاني بعد مغنية الذي تطالب به المحكمة الدولية التي أنشئت من أجل محاسبة قتلة شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري.

 

واننا إذ نؤكد رفضنا الحاسم لـ»صفقة القرن» لنستعرض أين أصبحنا على الصعيد المالي:

 

في سوريا انهيار العملة… كان الدولار الواحد يساوي ٤٥ ليرة سورية فأصبح يوازي اليوم ١٢٠٠ ليرة سورية، ورفعت الحكومة مخصصات الاكل للعسكريين من ٣٠٠ ليرة سورية للعسكري الواحد في اليوم الى ٤٠٠ ليرة سورية، أي ان على العسكري السوري أن يأكل بما يعادل ٣٠ سنتاً أميركياً؟ فبالله عليكم ماذا سيأكل بـ٣٠ سنتاً ومطلوب منه أن يحارب إسرائيل ويحرّر القدس؟

 

وماذا عن العراق؟ أيضاً انهيار اقتصادي كبير لأكبر دولة عربية غنية في المياه (نهرا دجلة والفرات)، وأهم بلد نفطي بعد المملكة العربية السعودية، وبالرغم من ذلك انهارت عملته أيضاً.

 

يا جماعة لماذا لا نتحدث عن الوضع الاقتصادي في إيران حيث ٤٠٪ من الشعب تحت خط الفقر والتومان أصبح بمئات الآلاف مقابل الدولار الواحد حيث اضطرت الدولة الى إلغاء أربعة أصفار لكي يصبح الدولار الواحد ١٢ تومان بعدما كان ١٢٠.٠٠٠ للدولار الواحد.

 

ولا أريد أن أتحدث أكثر عن وضع إيران لأنّ العالم كله يعلم ماذا يعاني الشعب الايراني وكيف يقمع النظام المتظاهرين الذين ينتفضون على الفقر والجوع والأوضاع الاقتصادية المتردية في واحدة من أغنى دول العالم، بالنفط والغاز والمواد الغذائية… الشعب ٨٠ مليوناً والاراضي الزراعية خصبة جداً، ولو استثمرت جيداً لكانت منافسة لأميركا! ولكن التخريب أهم!

 

نعود الى سؤالنا المبدئي: أبهكذا أوضاع مالية واقتصادية نريد أن نحرر القدس؟ يكفي أن نتطلع الى الأوضاع فقط في الدول الثلاث (سوريا والعراق وإيران) ليكون عندنا الجواب الشافي…

 

ولن نتكلم عن لبنان والجوع الذي لم يأتِ الى لبنان إلاّ في أيام الحرب العالمية الأولى ولكنه اليوم يعاني بسبب «حزب الله» وموقف دول المقاومة والممانعة وكل صفقة وأنتم بخير!