رفضت السلطة الفلسطينية متاجرة إيران بمعاناة الشعب الفلسطيني وذلك رداً على ما قاله السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي يوم الخميس الماضي إنّ الحكومة الايرانية قرّرت منح أسرة كل شهيد من الشهداء الفلسطينيين 7 آلاف دولار وللعائلة الواحدة الذي يهدم العدو الاسرائيلي منزلها 30 ألف دولار.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قد أعلن أنّه لا علم للرئاسة لا من قريب ولا من بعيد بأنّ أموالاً ستدفع لذوي الشهداء والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية أو لمن تم هدم بيوتهم على يد قوات العدو الاسرائيلي.
وأضاف: إنّ الرئاسة الفلسطينية ترفض أي محاولة لتجاوزها، ولنتوقف هنا عند نقطة مهمة وهي: «ترفض السلطة أي محاولة لتجاوزها» وتصر منظمة التحرير الفلسطينية على أنها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
النقطة الثانية، تريد المنظمة أن تقول لإيران إنها لو أرادت أن تتبرّع أو تساعد أهل فلسطين فهناك طريق وحيد هو طريق منظمة التحرير.
أمّا الأخطر في بيان منظمة التحرير فهو أنّ المنظمة وبالرغم من الشح في المال ولكنها لم تتخلّ عن رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، والأكثر أهمية هنا هذه العبارة ألا وهي: نرفض المتاجرة بمعاناة الفلسطينيين… انظر الى العزة والشرف والأخلاق والنخوة… نعم هذه الصفات كلها مجتمعة في أخلاقيات الشعب الفلسطيني.
ملاحظة: إنّ ما أعلنه السفير الايراني في بيروت كان في حضور بعض قادة الفصائل الفلسطينية خصوصاً حركة «حماس»، وهذه محاولة جديدة للتدخل الايراني السلبي في الشأن الفلسطيني على غرار ما تفعله طهران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ودعم أطراف وجهات تشكل منصّات لنفوذها في الساحة الفلسطينية.
على كل حال، لن تكون هذه الحادثة هي الأخيرة لأنّ تاريخ المشروع الايراني الذي لا يكل ولا يمل بالرغم من الخسائر التي يتكبّدها في كل مكان يدخله، وعلى سبيل المثال ما حصل بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية «عاصفة الحزم» حيث بدأ المشروع الايراني يتقهقر في اليمن وطبعاً الأهم كما يردد آية الله الخامنئي مرشد الثورة الايرانية أنه إذا سقطت دمشق ستسقط طهران، ويبدو أن ما يحذر منه أصبح حقيقة خصوصاً أنّ الدخول الروسي جاء على حساب إيران و»حزب الله»، فالكلمة هي اليوم للقيصر «بوتين» الذي يبيع ويشتري ولكن طبعاً بعد إذن من الاميركيين أسياده وكل ما يُقال عن انّ بوتين هو القيصر الجديد غير دقيق…
على كل حال، المشروع الايراني بدأ بالتقهقر كما ذكرنا من اليمن الى سوريا مروراً بالعراق.
فماذا عن لبنان؟ وماذا عن مصير «حزب الله»؟
لو أردنا أن نستمع الى ما يقوله نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إنّه، أي حزبه، أسقط المشروع التكفيري وأنّه يحقق الانتصارات فلا نعلم عمّا يتكلم الشيخ نعيم، وعن أي بلاد!
ونسأله هل التدخل الروسي في سوريا جاء بعد نجاح «حزب الله» عسكرياً أم جاء بعد استجداء من قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري روسيا مرتين للتدخل لإنقاذ النظام السوري وأتباعه؟!.
نعود الى اليمن، أين كان الحوثيون قبل تدخل المملكة وقبل «عاصفة الحزم» وأين أصبحوا اليوم وهل هذا من نجاحات الشيخ نعيم قاسم؟
يا شيخ نعيم التصدّي لمشروع الفتنة يكون من خلال، عودة «حزب الله» الى جذوره العودة الى لبنان، العودة الى مصلحة أهل لبنان، العودة الى العروبة، العودة الى الإسلام.
يا شيخ نعيم لن ينفعك حزب ولاية الفقيه لسبب بسيط، انه مشروع فتنة لا يمكن أن يعيش وأنت تعلم الأسباب كلها ومنها العدد.