تابع رئيس مركز الأبحاث، والذي مقره نيويورك ويركز على قضايا الشرق الأوسط ولا سيما الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والذي يعرف إسرائيل جيداً كونه يهودياً، حديثه عن اعتبار بعض الاميركيين الكونغرس “مستعمرة إسرائيلية”، قال: “90 في المئة من يهود أميركا ليبراليون ومعتدلون وبعضهم محافظ. لكنهم ليسوا يمينيين بالمعنى الاسرائيلي “النتنياهوي” للكلمة. علّقتُ: مضت سنوات كثيرة وأنت ناشط من أجل تسوية سلمية وعادلة للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. وقد اعتبرت تسوية الدولتين حلاً عادلاً. الآن ترى بنفسك فشل كل الجهود التي بذلتها منفرداً ومع فريقك كما التي بذلها آخرون داخل أميركا وخارجها. حتى العرب الذين يفاتحهم أحد ما في هذا الموضوع يقولون إنه ليس أولوية عندهم الآن. فهل تشعر بالاحباط جرّاء ذلك؟ أجاب: “نعم أشعر بالاحباط. لكن يبقى عندي أمل في أن هذه الحال المُحبطة لن تستمر. هناك (Injustice) أي ظلم يجب أن لا يدوم. لا تجوز معاقبة شعب ومصادرة أرضه ومنعه من إقامة دولة عليها. كل ما طلبه هذا الشعب هو إقامة دولة على 21 أو 22 في المئة من أرض فلسطين. لكن إسرائيل تمنعهم من ذلك. وأميركا تؤيّد إسرائيل في ذلك في صورة عامة. وإذا لم تكن تؤيّدها فإنها لا تفعل اللازم أو لا تمارس الضغط عليها كي تتصرف بعقل وحكمة ولمصلحة شعبها”. علّقتُ: رغم شعورك بالاحباط، الذي يشاركك إياه كثيرون داخل بلادك وفي المنطقة، فإن في واشنطن أناساً من مقدّري أوباما يقولون إنه في نهاية ولايته قد يتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن “لانشاء” دولة فلسطينية، أو قد يؤيّد مشروع قرار بهذا المعنى تقدمه دولة حليفة له في مجلس الأمن مثل فرنسا أو دولة “منافسة” مثل روسيا.
ردّ: “أولاً أنا أشك في ذلك كثيراً. فنحن في سنة انتخابات رئاسية. وما يتبقى للرئيس أوباما من ولايته الثانية عبارة عن أشهر قليلة. والناس في أميركا وخارجها يقولون إنه يحاول تعزيز his Legacy تراثه الرئاسي. وفي اعتقادي أنه سينجح في ذلك. ثانياً مشروع القرار الذي سيقدّم أو قد يقدّم الى مجلس الأمن سيكون بلا أسنان. منذ مدة طلب مني صديق يعمل مع أوباما من قرب بعض الاقتراحات حول هذا الموضوع. قدمتها إليه، لكن ما طلع منها شيء لأن الادارة أرادت مشروعاً لا أنياب له ولا يمكن تطبيقه بسبب ذلك. أعتقد أن مشروعاً كهذا إذا قدّمه أوباما سيكون لتبرئة الذمة فقط. الكلام الذي تقوله كلينتون المرشحة الديموقراطية للرئاسة، وتحديداً الذي قالته في المقال السنوي لـ”ايباك” في شهر آذار الماضي، والذي يقوله أوباما وغيره من سياسيي أميركا عن أن التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين هو الطريق الوحيد للسلام بينهما ولحل الدولتين، هذا الكلام غير صحيح. إسرائيل لا تريد أن تفاوض وتقول إن ليس لديها شريكاً فلسطينياً وتستمر في الاستيطان. ويعني ذلك أن “أرض” الدولة الفلسطينية ستصبح كلها أو سيصبح معظمها مستوطنات. يجب أن يكون قرار مجلس الأمن حول هذا الموضوع، اذا عُرض عليه مشروع به واذا وافق عليه، ذا أنياب. أي أن يحدِّد مثلاً المرجعية التي تتولى متابعة تنفيذ القرار، وهي هنا مجلس الأمن وليس إسرائيل أو غيرها. وهذا أمر جدّي إذا حصل. لكنه لن يحصل”.
علّقتُ: لنتحدث عن الرئيس أوباما. سمعت في واشنطن كلاماً كثيراً عنه مثل عدم امتلاكه سياسة أو استراتيجيا تتعلّق بسوريا والمنطقة عموماً، ومثل أنه متردّد ولا يتخذ قراراته بسهولة. أنت تعرفه، فما رأيك في ما يُقال عنه؟ أجاب: “الرئيس أوباما شخص محترم (Decent). حقّق إنجازات كثيرة في الداخل والخارج”. علّقتُ: أنا أوافقك الرأي. يوم كان يخوض حملته الانتخابية الأولى أعجبت به. وفي أثناء رئاسته حقق إنجازين خارجيين. الأول الانسحاب التام من العراق والجزئي من أفغانستان تنفيذاً لوعوده في الانتخابات. والثاني الاتفاق النووي بين إيران والدول الـ5+1 (أميركا من ضمنها) ولم يستطع طبعاً تحقيق هدفه الثالث وهو حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) رغم استمرار إيمانه به. أما داخلياً فقد خفّض البطالة إلى حد قياسي، وأخرج البلاد من أزمة مالية قاسية اندلعت في ولاية سلفه جورج بوش الابن. ثم أظهر بانتخابه رئيساً لولايتين هو “الأسود” ان العنصرية مستمرة في الضعف أميركياً، علماً أن ذلك أثار راديكاليي الحزب الجمهوري ضده. فبماذا علّق الرئيس اليهودي نفسه لمركز الأبحاث النيويوركي؟