Site icon IMLebanon

ماذا تعرفون عن فلسطينيّي الـ 48 في لبنان؟(2)  

 

يبدو أنّ هذا الموضوع لاقى استحساناً عند القرّاء، لذلك تلقيت عدّة اتصالات طلب أصحابها مني ذكر بعض المميّزين في الشعب الفلسطيني الذين كان لهم الأثر الكبير في نهضة لبنان على جميع الأصعدة المالية والاقتصادية والسياحية والتجارية.

 

لذلك قرّرت أن أكتب عن بعض هؤلاء المميزين الذين يستحقون أن يُكتب عنهم في هذا الزمن الصعب.

 

والذي أفرحني في هذا الموضوع، أنّ هناك الكثير الكثير من المواهب عند هذا الشعب الفلسطيني المقهور والمعذب، فأنا أؤمن بأنه مهما طال الزمن فإنّ فلسطين ستعود لأهلها، اتكالي الوحيد على ربّ العالمين ومن ثم على إحدى الفلسطينيات التي قتل اليهود أبناءها، فقالت لهم: لا تخافوا طالما أنا حيّة فسوف ألد أولاداً سوف ينتقمون منكم، ومهما قتلتم فلا يمكنكم أن تقتلوا المرأة الفلسطينية التي سوف تنجب الاطفال رغم كل الظروف.

 

فلا يتخيّل الكثير حجم الدور الذي لعبه الفلسطينيون ولا يزالون يلعبونه حتى اليوم في اقتصاد لبنان، وإن كان ذلك عليه تعتيم شديد. فالفلسطيني في لبنان، إن كان مخطئاً فتلك فضيحة وعليها شهود، وإن كان فعّالاً فإنّ عليه تكتماً شديداً. هذه هي الحقيقة… فهل تعلمون أنّ الفلسطينيين في الإمارات يحوّلون سنوياً الى لبنان حوالى 368 مليون دولار حسب ما أوردته جريدة الخليج… وهل تعلمون أنّ خريجي الجامعة الاميركية في لبنان من الفلسطينيين إما يساوون أو يزيدون على اللبنانيين. وفي الجامعة قاعة طلال ابو غزالة وقاعة حسيب صبّاغ، وقاعة كمال الشاعر وجميعهم فلسطينيون ساهموا في بناء وتطوير الجامعة.

 

وإليكم بعض الأسماء التي يتحدّر أصحابها من أصل فلسطيني في لبنان، وهؤلاء لعبوا دوراً كبيراً في النهضة اللبنانية رغم التعتيم بسبب تجنيسهم. فلبنان وحتى ثلاثينات القرن العشرين كان يتميّز بهوائه الصحي الملائم للمصطافين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين ولكن بعد نكبة فلسطين عام 1948… حمل اللاجئون الفلسطينيون معهم الى لبنان ما يقدّر بـ15 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل أكثر من 15 مليار دولار بأسعار هذه الأيام. الأمر الذي أطلق نهضة اقتصادية… فاليد العاملة الفلسطينية المدرّبة ساهمت في العمران وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، والرأسمال النقدي، ما أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع.

 

ولقد ذكرنا في الحلقة الأولى أمس أسماء كل من يوسف بيدس وحسيب الصباغ وسعيد خوري ورفعت النمر وباسم فارس وبدر الفاهوم وزهير العلمي وريمون عوده وتوفيق غرغور وعطا الله فريج وأودين أبيلا وفؤاد سابا وشريكه كريم خوري وألفرد سبتي وتيوفيل بوتاجي وعلي عبد المحسن القطان ومحمود فستق… وقد أشرنا في الحلقة الأولى أيضاً في عدد يوم السبت المؤسّسات والشركات التي أسّسها هؤلاء… فبرزوا فيها، وأفادوا لبنان واللبنانيين.

 

كذلك أشير هنا، الى انه وفي البدايات الأولى بعد النكبة اشتهرت بعض العائلات الفلسطينية التي كان لها شأن بارز في تطوير بساتين الجنوب مثل آل عطايا. كما كان لليد الفلسطينية العاملة حضور في معامل جبر وغندور وعسيلي واليمني.

 

ومن بين أساتذة الجامعات نذكر الفلسطينيين: نقولا زياده وبرهان الدجاني ونبيه أمين فارس وصلاح الدباغ ونبيل الدجاني ويوسف الشبل وجين مقدسي وريتا عوض وفكتور سحاب ويسرى جوهريه عرنيطة ورجا طنوس وسمير صيقلي ومحمود زايد وعصام مياسي وعصام عاشور وطريف الخالدي.

 

كما برز من الفنانين التشكيليين كوكبة من فلسطينيّي لبنان أمثال: غسان كنفاني ونبيل خوري ونايف شبلاق وتوفيق صايغ وكنعان أبو خضرا وجهاد الخازن ونجيب عزام والياس نعواس وسمير صنبر والياس صنبر والياس سحاب وخازن عبود ومحمد العدناني وزهوي جارالله.

 

ومن رواد العمل السياحي في لبنان: سامي كركبي الذي كان أول من جعل مغارة جعيتا على ما هي عليه من جمال. أما أول من قاد طائرة جمبو في شركة طيران الشرق الأوسط فهو حنا حوا الفلسطيني.

 

وفي مجال النقد الأدبي اشتهر الدكتور محمد يوسف نجم والدكتور إحسان عباس.

 

ومن رواد العمل الإذاعي: كامل قسطندي وغانم الدجاني وصبحي أبو لغد وناهدة الدجاني وعبد المجيد أبو لبن وشريف العلمي ورشاد البيبي.

 

ومن رواد الفرق المسرحية صبري الشريف الذي كان له الفضل الكبير على الأخوين رحباني ومهرجانات بعلبك.

 

ومن رواد علم الآثار ديمتري براكلي. ومن رواد تدريس الرياضيات في لبنان جميل علي وسالم خميس وعبدالملك الناشف ووصفي حجاب.

 

وكان سعيد الصباغ أول من تخصص في رسم الخرائط. أما أول من أطلق فكرة تأسيس مدارس لتعليم اللغة الانكليزية فكان الفلسطينيان اميل اغابي وإدي جمل.

 

وبرع الفلسطينيون في لبنان بالموسيقى كحليم الرومي وابنته ماجدة ورياض البندك. ويكفي ان أول فرقة للرقص الشعبي أسّسها الفلسطينيان مروان جرار ووديعة حداد جرار.

 

هذا كله بعض من إنجازات فلسطينيي الـ 48 في لبنان… وغيرهم كُثر… ما يدلّ بوضوح على مساهمة هؤلاء في نهضة لبنان وتطويره في جميع المجالات.