Site icon IMLebanon

لولا مصر لا يوجد “حماس” ولا قضية فلسطينية

 

 

الذي لا يعرف الدور الوطني والقوي الكبير الذي تلعبه مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية فإنه لا يعرف شيئاً.

 

مصر تاريخياً مع القضية الفلسطينية حتى حين وقّع الرئيس أنور السادات اتفاقية «كامب ديڤيد»، فإنه لم يترك لا سوريا ولا الأردن ولا الفلسطينيين.

 

لكن يبدو ان الأمة العربية دائماً مصابة بما يسمّى «المواقف الوطنية غير القابلة للتحقيق». فلو عدنا الى عام 1948 يومها كان معروضاً على العرب إقامة دولتين في فلسطين، رفض العرب وأضاعوا فرصة كبيرة، وها هم اليوم وبعد 75 سنة يطالبون بإقامة دولتين.

 

كذلك لا بد أن نتوقف عند التطبيع بين مصر وبين العدو الاسرائيلي. يكفي ان الشعب المصري لم يتجاوب مع جميع الدعوات بالذهاب الى فلسطين المحتلة، وبقيت حالة العداء الشعبي بين الشعبين المصري والاسرائيلي كما هي، أي لم يذهب مواطن مصري الى فلسطين وهذا نتيجة ان الشعب المصري لا يزال على عدائه مع الاسرائيليين الذين احتلوا الأراضي الفلسطينية وطردوا أهل فلسطين من بيوتهم ومدنهم وقراهم.

 

بالعودة الى الحوار والنقاش الذي أُجري مع وزير خارجية مصر سامح شكري، ورداً على ما قالته وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني حين استفزت الوزير المصري بقولها: «إنّ حركة حماس هي جزء من المشكلة في غزّة وليست الحلّ»، انتفض وزير خارجية مصر لما قالته الوزيرة الاسرائيلية السابقة وقال: «صحيح أنّ حركة حماس لا تمثل أكثرية الفلسطينيين وهي لا تعترف بإسرائيل ووقفت ضد كل مشاريع الصلح والاعتراف بالدولة المحتلة».

 

وقال شكري، خلال جلسة نقاشية يوم السبت الفائت حول السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ضمن أعمال «مؤتمر ميونيخ للأمن» إنّه «يجب محاسبة كل من عمل على تعزيز حضور وقوة حماس وتمويلها في قطاع غزّة». لا أن يعاقب كل الشعب الفلسطيني بسبب اتهامها بالهجوم.

 

وتابع شكري قائلاً: «لكن لا بد أن يكون هناك أيضاً مساءلة حول: لماذا تمّ تمكين حماس في غزّة؟ ولماذا تموّل حماس في غزّة لتعزيز الانقسام بين حماس وبقية التيار الأساسي للكيانات الفلسطينية المتبقية الصانعة للسلام سواء كانت السلطة الفلسطينية أم منظمة التحرير الفلسطينية أو الرأي العام. وهنا أنا أرى أنّ هذه مسألة مُهمّشة ويجب التطرّق لها والتحقيق فيها».

 

وأكد وزير الخارجية المصري: «إنّ إخراج النازحين من رفح الفلسطينية المتاخمة لحدود مصر هو خطر على أمنها القومي».

 

وقال: «مصر أكدت لإسرائيل أنّ إخراج النازحين من رفح جنوب قطاع غزّة الفلسطيني يشكّل خطراً على أمننا القومي».

 

وشدّد شكري على ضرورة إيجاد رؤية للمجتمع الدولي من أجل حلّ الدولتين، منتقداً انه لا يوجد خطوات جادّة وجدّية وفعلية لتنفيذ هذا الأمر».

 

وكانت ليفني قالت خلال مقابلة: «حماس لا تمثل أي طموح شرعي لدولة فلسطينية، ورفضت المبادرات منذ عام 2006».

 

وقال شكري: «أعتقد في الظروف الراهنة والأهداف هناك ذكر لغياب الاتساق. وهذا أمر غير مسبوق». أضاف: «إنّ تهجير الفلسطينيين أمر غير مقبول وغير مسموح به»، لكنه أوضح ان بلاده ستتعامل مع المدنيين بصورة إنسانية. وأضاف في مؤتمر ميونيخ للأمن: لا نعتزم توفير أي مناطق أو منشآت آمنة.. لكننا سنتعامل مع المدنيين بالانسانية اللازمة.

 

وتحدّث شكري عن عمليات البناء التي وردت تقارير بشأنها على الحدود قائلاً: «هذا أمر افتراضي تماماً… تجري هناك دوماً أعمال للصيانة على حدودنا. لذا أعتقد ان ذلك بمثابة قفز الى الاستنتاجات بخصوص ما تمثله تلك الأنشطة».

 

إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية المصري من العواقب الجسيمة التي تكتنف أي عمليات عسكرية في مدينة رفح، الملاذ الأخير لحوالى 104 ملايين نازح فلسطيني، وتداعياتها التي تتجاوز كافة حدود المفاهيم الانسانية والقوانين الدولية. منوّهاً كذلك الى ان حدوث مثل هذا السيناريو من شأنه أن يؤثر على الأمن القومي المصري، ويؤدي الى أضرار لا يمكن إصلاحها، ستلحق بالسلم والأمن في الشرق الأوسط.

 

وأشار شكري الى انخراط مصر في العديد من المناقشات التي تهدف لحل هذه الأزمة من جذورها، وتحقيق التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، مؤكداً ان السلام الشامل لن يتحقق سوى من خلال تنفيذ حلّ الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة متصلة الأراضي والقابلة للحياة، على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

إلى ذلك، حمّل شكري إسرائيل مسؤولية وصول حماس الى غزّة. متسائلاً عن تمكين حركة حماس من القطاع، وقال: «من المسؤول؟».

 

واستنكر شكري خلال حديثه، هدف إنهاء آيديولوجية حماس بالكامل. ورهن الهدف بتوفير بديل يزرع الأمل، ويستجيب للتطلعات الشرعية التي تتمثل في حق الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي في العيش بأمان وسلام واستقرار.

 

أخيراً، وبالرغم مما تعانيه مصر من حصار اقتصادي ومالي وضغوط سياسية، حيث عُرض على الرئيس عبد الفتاح السيسي مبلغاً وصل الى حدود الـ200 مليار دولار من أجل أن يتخلّى عن القضية الفلسطينية لكنه رفض، وبقي مصرّاً على إقامة دولة فلسطينية في فلسطين، والتاريخ سوف يسجل ان دعم مصر على جميع الأصعدة هو الذي مكّن أبطال «طوفان الأقصى» من الفوز العظيم بأكبر وأعظم عملية بطولية في التاريخ.