IMLebanon

التصعيد يجمّد الوساطات الفلسطينيّة لتطويق أحداث «البرج الشمالي»

 

 

عاد الوضع الفلسطيني ليثير التساؤلات على الساحة اللبنانية بفعل السجالات والخلافات والإتهامات المتبادلة بين كلّ من حركتي «فتح» و «حماس» على خلفية الإنفجار الذي وقع في مخيّم البرج الشمالي في صور، حيث تكشف مصادر فلسطينية مواكبة، أن ارتفاع سقف الخطاب السياسي لحركة «حماس»، في ضوء الإصرار على تسليم المتّهمين بقتل عناصرها، قد دفع نحو تجميد كل المبادرات التي كانت انطلقت خلال الأشهر الماضية لتطويق التداعيات السلبية لهذا الحادث. وهنا، تشير معلومات هذه المصادر، إلى أن زيارة القيادي الفلسطيني جبريل الرجّوب الأخيرة إلى لبنان، كانت في أساسها تهدف إلى اللقاء بالفصائل الفلسطينية في مخيّمات كلّ من دمشق وبيروت، وقد عُقدت سلسلة إجتماعات مع قيادات كل الفصائل، بما فيها المعارِضة لحركة «فتح»،إلاّ أنه لم ينجح في جمع مسؤولي «فتح» و»حماس» على طاولة واحدة، ولكنه نقل إلى الفريقين، وجوب التفاهم من أجل تمتين الوحدة الفلسطينية، وبالتالي، الحدّ من ذيول أحداث البرج الشمالي، وتطويقها بعدما اتّهمت «حماس» 3 عناصر من حركة «فتح» بافتعال الإشكال المذكور.

 

إلاّ أن المعلومات نفسها، تشير أيضاً إلى أن الرجّوب نقل إلى القيادة الفلسطينية في رام الله حصيلة لقاءاته في بيروت، وقد نوقشت خلاصات محادثاته في اجتماع اللجنة المركزية للمجلس الوطني الفلسطيني، وصولاًإلى عرض تقريرٍ مفصّل عن أوضاع المخيّمات في لبنان من النواحي السياسية والأمنية والإجتماعية، إذ أن زيارة رئيس حركة «حماس» خالد مشعل، إلى مخيّمات لبنان قد تمّ عرضها، ولا سيّما أنه لم يقم بأي زيارات للمسؤولين اللبنانيين باستثناء رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وهو ما ترك تساؤلات لدى السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى اتصال جنبلاط بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإن كان البيان الذي صدر حول هذه المسألة من «الإشتراكي»، قد حمل عبارات التأكيد على التواصل بين الطرفين، ولكن تضمّن بعض العتب، ومن دون أن يؤثر الأمر في خط العلاقة بين المختارة والسلطة الفلسطينية.

 

وعلى مستوى الواقع الحالي في مخيم البرج الشمالي، فإن المصادر الفلسطينية نفسها، تكشف عن فشل إصلاح ذات البَين بين «حماس» و»فتح»، علماً أن القيادي الفلسطيني الرجّوب، كان قد أنجز اتفاقاً بين الحركتين، على وضع الحلَ في عهدة أجهزة الأمن اللبنانية، وهي الجهة القانونية المؤهلة لإجراء التحقيقات وتوقيف المطلوبين، ولكن يبدو جلياً أن الخلاف بين الطرفين، يتخطّى حادث البرج الشمالي إلى ما يجري على الساحة الفلسطينية في الداخل، واعتراض «حماس» على توجّهات السلطة الفلسطينية، وهو ما تكرّس في الموقف الأخير لأحد قادة هذه الحركة محمود الزهار، والذي رفع من منسوب التوتر والتباينات بين الطرفين.

 

أمّا على خطّ الوضع في المخيمات الفلسطينية في لبنان، فكشفت المصادر، عن مخاوف وقلق من أن تكون البيانات التي صدرت أخيراً من قبل «فتح» و»حماس» حول حادثة البرج الشمالي، مقدمةً لحصول توتر في الشارع وإشكالات قد تكون ساحتها المخيمات، على الرغم من الموقف الفلسطيني العام الداعم للوحدة، علماً أنه لم يحصل لقاء مباشر بين الرجّوب وقادة «حماس» خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، على الرغم من أنه اجتمع بكل قيادات الفصائل الفلسطينية، وبما فيها مسؤولو حركة «الجهاد الإسلامي».