Site icon IMLebanon

توجّس من ارتدادات أيّ تصعيد على الجبهة الفلسطينيّة على لبنان

 

 

يخيّم القلق والمخاوف على الساحة الداخلية المثقلة بمفاعيل انهيار العملة الوطني، في ظلّ المعلومات والتسريبات والمواقف التي تحذّر من حصول تطوّرات أمنية في المنطقة، لا سيما على الساحة الفلسطينية من خلال إمكان قيام “إسرائيل” باعتداء على غزّة أو مخيمات الداخل الفلسطيني، وربما تجاوز ذلك إلى سوريا ولبنان، في ظلّ هذا الفراغ الدولي أو ما يسمى بالوقت الضائع.

 

لذلك، انشغلت الأوساط السياسية والديبلوماسية والأمنية بمتابعة ومواكبة وقراءة ما يحدث في المنطقة، وعلى المستويين الدولي والإقليمي بشكل عام، ليبنى على الشيء مقتضاه داخلياً، على اعتبار أن المخاوف من أن يؤدي أي انفجار أو حرب في المنطقة إلى انعكاسه وارتداده على الساحة اللبنانية، التي تمر في ظروف هي الأخطر في تاريخها، خصوصاً على المستويات الإقتصادية والحياتية.

 

في السياق، تشير المعلومات إلى أن اتصالات مكثفة جرت في الساعات الماضية بين قادة الفصائل الفلسطينية بما فيهم حركة “فتح” و”الجبهة الديموقراطية”، للتشاور حول كيفية تحصين المخيمات الفلسطينية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وبالتالي ضبط وضع المخيمات ومنعه من التفلّت، درءاً لأي تدخلات أو استهداف قد تلجأ إليه بعض التنظيمات التكفيرية والأصولية، وهذا التنسيق نادراً ما حصل بين السلطة الفلسطينية وبعض الفصائل التي تصنّف في خانة قوى الرفض، ما يؤكد على خطورة الوضع دون استبعاد أي عدوان واسع النطاق قد تشنّه إسرائيل على مخيّمات الداخل الفلسطيني وتوسيع عدوانها.

 

أما مدى تأثير ذلك في الوضع اللبناني ، فيُنقل أن أمن المخيمات الفلسيطينية في لبنان ، لا سيّما في الجنوب ممسوك بفعل التنسيق الميداني والمخابراتي بين الجيش اللبناني وحركة “فتح”، ولكن من الطبيعي أن أي تطوّر ميداني في المنطقة سيؤدي إلى تفاعلات وارتدادات على الساحة المحلية، وهذا ما يثير القلق، في ظل حالة الإنقسام السائدة بين الأطراف السياسية والحزبية اللبنانية، والتي ارتفع منسوب خلافها بعد الإنتخابات النيابية في ظل الصراع الدائر حول الإستحقاقت الدستورية المقبلة، كذلك ربطاً بالإنحدار الإقتصادي الذي بدأ ينذر بعواقب وخيمة.

 

وبناءً عليه، تشير المعلومات المستندة إلى معطيات غربية أوروبية، إلى توجس فعلي من تصعيد أمني في المنطقة، إذ لا يخفي أكثر من مسؤول أوروبي قلقه المتزايد حول مآل الوضع في لبنان، حتى أن مسؤولين في الحكومة الفرنسية الجديدة يشيرون إلى أن لبنان بات منتهياً، ويجب العمل على انتشاله من كبواته ، وهذا ليس بالأمر السهل نظراً للتعقيدات والظروف المحيطة بهذا البلد على كافة المستويات.

 

ولذا، فإن بعض أصدقاء لبنان من مسؤولين فرنسيين وسواهم، يستبعدون أي عدوان إسرائيلي على الداخل االلبناني، ولكن في المقابل فإن أي عمل عسكري “إسرائيلي” داخل فلسطين سيكون له تداعياته السلبية على كافة الأوضاع في البلد، لا سيّما إقتصادياً ومالياً، في حال كان هناك أي تفاعل من هذه الفصائل مع هذا العدوان .