Site icon IMLebanon

المشاكل الفلسطينية – الفلسطينية؟!

في جولة وفد منظمة التحرير الفلسطينية على كبار المسؤولين لوحظ ما يشبه  الاصرار على وقف التوترات الامنية المتعاقبة في المخيمات الفلسطينية  في لبنان، لاسيما في مخيم عين الحلوة، وقد اعتبر الوفد ما حصل اخيرا خرقا للامن في المخيم من الواجب تجنب تكراره حفاظا على الاستقرار مع العلم ان مجالات الاستقرار  في مخيم عين الحلوة  تحديدا لا رابط بينها وبين انشغالات الامن والاستقرار على الساحة اللبنانية، طالما ان دود الخل الامني منه وفيه جراء تكرار المصادمات على رغم محاولات رأب الصدع على الساحة الفلسطينية؟!

ان اسوأ ما يمكن تصوره بحسب اقوال  بعض المسؤولين الفلسطينيين هو تكرار اتهام العدو الاسرائيلي بالضلوع بتوزيع الاتهامات  مع العلم ان الفصائل المتنازعة لا توفر بعضها البعض، بحسب ما يحصل من اغتيالات طاولت العشرات من ابناء مخيم عين الحلوة الذي يعاني ابناؤه مرارة اللجوء المخيف الى خارج فلسطين المحتلة اضف الى ذلك ان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الاحمد مقتنع تماما بما قاله وزير داخليتنا نهاد المشنوق لجهة استعداد الاجهزة الامنية اللبنانية بكل فروعها للتعاون مع القيادة الفلسطينية وسفارتها في لبنان  للمحافظة على هدوء المخيمات، مع الاخذ في الاعتبار ماهية ما يحصل داخل عين الحلوة؟

وليس جديدا القول ان اجراءات الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام موظفة بشكل واضح وصريح ضد كل ما من شأنه منع هز استقرار المخيمات في لبنان، شرط لجم توترات الداخل لاسباب معروفة ولا علاقة لها بلبنان، لدعم صمودهم، من خلال لجم القوى المشبوهة التي لا تريد الخير للبنان ولفلسطين، ان لجهة استمرارها في منهجها التدميري او لجهة تفجير الاوضاع الامنية سواء داخل المخيمات الفلسطينية او في المحيط اللبناني بما في ذلك تجنب محاذير نشر الفوضى بشكل لا يفيد سوى العدو الاسرائيلي (…)

من هنا يفهم اللبناني العادي، ان مشاكل مخيم عين الحلوة غير مرتبطة بتعليق خدمات الاونروا واحتجاج المخيمات على ذلك،  فيما يؤكد المسؤولون اللبنانيون حرصهم وحرص الدولة والمؤسسات الرسمية الادارية والامنية على حماية الحقوق المكتسبة للاجئين الفلسطينيين والتأكيد بالتالي على ان لبنان سيقوم بالاتصالات  اللازمة والمطلوبة وفق مسؤوليته كدولة مضيفة للاجئين، بالتنسيق  مع الدول المانحة ومع الامم المتحدة لاستمرار خدمات الاونروا في تقديم خدماتها الصحية والتعليمية والاغاثية، وعدم تقليص هذه الخدمات خصوصا في ظل الاوضاع الصعبة التي تواجه اللاجئين؟!

وما سمعه الوفد الفلسطيني على لسان الرئيس سعد الحريري سمعه ايضا على لسان الوزير نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي لجهة الاهتمام  السياسي والامني بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين.

ومما قاله الاحمد بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط عاد وكرره اثناء جولته ووصفه بانه جزء من التنسيق اللبناني – الفلسطيني الذي يعني الجميع بلا استثناء، خصوصا بالنسبة الى التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية داخل فلسطين وفي مواجهة غطرسة العدو الاسرائيلي الذي يستمر في مساعيه لتهويد فلسطين (…)

وعن مصير الاهتمام الدولي بالازمة  الفلسطينية قال الاحمد انه ناقش هذ الموضوع  مع الرئيس  سعد الحريري وكل المسؤولين اللبنانيين وهذا موقفنا  موحد تماما بالنسبة الى ما هو مطلوب من الاونروا لتمكينها من القيام بمسؤولياتها تجاه شعب فلسطين في الشتات. ومما قاله  ايضا ان للفلسطينيين في لبنان حالة خاصة تختلف عن اللاجئين في الضفة الغربية او غزة ام الاردن او في اي مكان اخر، وشدد بالتالي على ان السلطة الفلسطينية لم تتوقف عن مراجعة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، لاستئناف الاونروا خدماتها ومساعدتها للفلسطينيين (…)

اللافت في هذا السياق وفي هذا الوضع الامني في مخيمات لبنان ان الاغتيالات الاخيرة ليست الاولى التي تستهدف مسؤولين في الفصائل خصوصا ان مجالات اتهام العدو الاسرائيلي لم تعد كما كانت عليه في السابق، الا في حال كانت رغبة فلسطينية في استجرار مشاكل وتوترات ليس بوسع احد منع حصولها خصوصا ان الامن الذاتي الفلسطيني غير متماسك قياسا على عدم تفاهم الفصائل على الاجراءات التي  تحول دون  تكرار التوترات؟!

والمهم في نظر المسؤولين اللبنانيين سعي السلطة الفلسطينية لتجنب نزاعات الفصائل، اقله للدلالة على ان مجال لجم التوترات ممكن عندما يتوفر صفاء النيات، بما في ذلك صفاء الرغبة بتجنيب حصول مشاكل فلسطينية – فلسطينية؟!