بالنسبة للشعب الفلسطيني، فإنّ فلسطين بالنسبة له أغلى ما في الدنيا، وهو مستعد أن يبذل الغالي والنفيس من أجل حبّة من تراب فلسطين الغالية.
إنها الوطن، وإنها مدفن الآباء والأمهات والأجداد والجدّات والأطفال.
الشعب الفلسطيني يدفع ثمن فلسطين يومياً دماً منذ عام 1948، أي منذ يوم «النكبة»، حيث تآمرت كل بلاد العالم ضد الشعب الفلسطيني لإعطاء فلسطين هديّة لليهود… وذلك حسب مؤامرة «وعد بلفور».
فما هو «وعد بلفور»؟ بكل بساطة وصراحة ان اللورد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا والذي كان يحكم فلسطين لأنها كانت تحت الانتداب الانكليزي بعد الحرب العالمية الثانية، وجّه رسالة في 2 تشرين الثاني عام 1917 الى اللورد ليونيل دي روتشيلد لنقلها الى الاتحاد الصهيوني يعده فيها بتقديم فلسطين هديّة «خالصة» لليهود.
قد يتساءل بعض الناس: لماذا هذا العنوان؟ ولماذا هذا الدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن «طوفان الأقصى»؟
بكل صراحة: إخواننا الفلسطينيون انتظروا 75 سنة وهم يدفعون الدم يومياً، منذ المؤامرة عام 1948 «يوم النكبة»، وبالرغم من الوعود العربية ومن الحروب بين الدول العربية ودولة إسرائيل المغتصبة، أبرم «اتفاق أوسلو» الذي وقعه المغفور له «أبو عمار»، القائد الفلسطيني الذي كان يريد بناء دولة فلسطينية ولو على قطعة أرض صغيرة من فلسطين.. وقد تبيّـن مع مرور الوقت وحسب نظرية «خذ وطالب» ان تلك الدويلة ممكن أن تنمو وتكبر.. وعلى الأقل تُقام دولة اسمها فلسطين.. خصوصاً أنه مع مرور الوقت قد ينسى العالم ان هناك دولة اسمها فلسطين.
وكانت نتيجة ذلك، كما ذكرنا، ان هناك محادثات أجريت من أجل إقامة تلك الدولة… ولكن، مع الاسرائيليين لا يمكنك التوصّل الى حل، خصوصاً انهم يعتبرون أنفسهم أقوياء، وأنّ الحكم هو للقوّة، اما الضعيف فلا يحق له أن يعيش. زيادة على ذلك هم يظنون انهم بسيطرتهم على المال و»البنوك» والاقتصاد في أميركا فإنهم يستطيعون أن يحكموا العالم… كل العالم.
على كل حال، قتلوا «أبو عمار» القائد التاريخي لفلسطين بأن دسّوا له السمّ في طعامه أمام أنظار العالم.. والعجيب الغريب ان كل دول العالم تعلم ان إسرائيل قتلت القائد «أبو عمار» بالسم، والمصيبة ان لا أحد يتكلم ولم يُجْرَ أيّ تحقيق خوفاً من إسرائيل.
على أي حال، فمن لا يعرف الشعب الفلسطيني فإنه لا يعرف شيئاً.
أولاً: الشعب الفلسطيني هو الشعب «رقم واحد» في العالم العربي من ناحية العلم، وليس هذا فقط بل ان الدول العربية وبخاصة دول الخليج: الكويت والمملكة العربية السعودية كان الفضل الأول لإقامة المدارس والجامعات فيها للفلسطينيين، ومن ثم تمّ استقبالهم كأساتذة ومستشارين، وكأطباء وكمهندسين، مثلاً أبو عمار كان مهندساً في الكويت.
ثانياً: بلاد النفط كلها بناها الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون حيث كانت تلك البلاد فقيرة، ولكن مع اكتشاف النفط تغيّرت وأصبحت من أغنى دول العالم.
ثالثاً: الشعب الفلسطيني شعب الشهداء.. إذ يكفي ان عدد الشهداء الذين استشهدوا في سبيل فلسطين وصل الى مئات الألوف، وهم مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء في سبيل الوطن.
رابعاً: بالنسبة للفلسطينيين فإنّ فلسطين هي كل شيء. لذلك ليس مهماً عدد الشهداء ولا الخسائر في الأبنية، بل المهم استرجاع الوطن.
أخيراً، ما فعله أبطال «طوفان الأقصى» كان هو الحل الوحيد للوصول الى تحرير دولة فلسطين، وليس مهماً الثمن الذي دُفع لأنه في المقابل: أن تخسر إسرائيل آلاف الضباط، وأن يهاجر مليون ونصف مليون يهودي الى الخارج هرباً، وأن يترك 200 ألف يهودي شمال فلسطين بسبب «الحزب العظيم»، فهذا أهم إنجاز في التاريخ.