الحقيقة ان فلسطين ليست وطناً لليهود، بل هي وطن للفلسطينيين العرب أولاً وأخيراً، ولن تكون إلاّ لهم مهما طال الزمن.
إنّ ما فعله أبطال حركة حماس، وأعني “الملحمة… عملية طوفان الأقصى” هذه العملية تسجّل للتاريخ وقد أعادت تصويب القضية الفلسطينية.
وهنا لا بد من التوقف قليلاً عند بعض المعلومات التي تقول إنّ اتصالات كثيفة وعاجلة تجريها وزارة الخارجية الاميركية ببعض الدول العربية وبالأخص مع مصر وقطر للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بهدنة سريعة بحجة إدخال مساعدات الى غزة.
في الحقيقة ان هذه الهدنة طلبتها إسرائيل من أميركا وبسرعة كي تتمكن من سحب جنودها وآلياتها من المستنقع الذي وقعت فيه اليوم في شوارع غزّة حيث تكبّدت خسائر فادحة في الأرواح والآليات. وقد تمّت محاصرة عشرات الآليات ومئات الجنود داخل شوارع غزة، ولا يستطيع الاسرائيليون التراجع أمام كمائن المقاومة، وقد بثت القنوات العبرية عن سقوط عدد كبير من الضباط والجنود الاسرائيليين في عدة كمائن نصبتها لهم المقاومة.
وقد كتب الصحافي الصهيوني الشهير آري شبيت مقالاً في صحيفة “هآرتس” العبرية بعنوان: “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة”…
بدأ شبيت مقاله بالقول:
يبدو أننا اجتزنا نقطة اللاعودة، ويمكن أنه لم يعد بإمكان “اسرائيل” إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديموقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة.
وأضاف: إذا كان الوضع كذلك فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في “هآرتس”، ولا طعم لقراءة “هآرتس” ويجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر) قبل عامين، وهو مغادرة البلاد.. إذا كانت “الإسرائيلية” واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن “إسرائيلي”، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس.
من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة “دولة إسرائيل” وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية الديموقراطية وهي تغرق. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد. ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللاعودة بعد. ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديموقراطية وتقسيم البلاد.
وتابع الكاتب:
أضع أصبعي في عين نتانياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني.
إن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال. وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان. والقوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ “إسرائيل” من نفسها، هم “الإسرائيليون” أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض.
وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت.
ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس:
أن “الإسرائيليين” منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ. ومن خلال استغلال ما سمي “المحرقة” على يد هتلر “الهولوكوست” وتضخيمها، إستطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي “أرض الميعاد”، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحوّل الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.
واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم “إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، الذي أكدوا “أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك.. وكان آخرهم عام 1968م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة “كاتلين كابينوس”، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير “الإسرائيلية”، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى.. حيث أكدت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون “مبنى إسطبلات سليمان”، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، وهذا رغم أن “كاثلين كينيون” جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ “الشرق الأدنى”.
وشدد الكاتب اليهودي على القول:
إنّ لعنة الكذب هي التي تلاحق “الإسرائيليين”، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا.
يدرك “الإسرائيليون” أن لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا.
ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على “الإسرائيليين”، هو (جدعون ليفي) الصهيوني اليساري، إذ يقول:
يتبع غداً