Site icon IMLebanon

مراجعة فلسطينية.. غير بعيدة عن «حزب الله»

تجري حركات وفصائل فلسطينية مقاومة مراجعة نقدية بعدما وضعت الفوضى التي دبّت في عدد من الدول العربية، القضية الفلسطينية في مهب «الأحقاد» العربية وصارت فلسطين مجرد شعار.

وكعادته، يعضّ «حزب الله» على الجراح «ولا يقفل الباب أو نافذة الضوء للإبقاء على وحدة مسار المقاومة على امتداد جبهات المواجهة مع العدو الاسرائيلي، ولو أن موقفه كان دائماً موضع لوم من جانب جمهوره وحلفائه لرفضه التعامل بالمثل، اذ إنه كان يحرص على تقديم المصلحة القومية المتمثلة بفلسطين على أي اعتبار آخر».

وبما أنّ «حزب الله» أبقى على قنوات تواصله مع حركة «حماس»، فقد تمكن من الخوض في نقاش ثنائي معمق لتقدير الموقف واستخلاص العبر مما حصل طيلة السنوات الخمس الأخيرة في دول عربية هي أساس في دعم المقاومة الفلسطينية، وصولا الى الخروج بخلاصات تعيد الاعتبار الى خيار المقاومة باعتباره الوحيد القادر وبالتجربة على إعادة الحقوق كاملة للشعب الفلسطيني المظلوم.

ولا تخفي قيادة حماس انه «انطلاقا مما حصل في المنطقة، لا سيما في مصر وسوريا، عمدت الى إجراء قراءة استراتيجية لكل هذه الأحداث وتقدير مخاطرها وآفاقها المستقبلية. وقد توصلت الى قناعة مفادها أنّ هذه المسألة طويلة وخطيرة وصعبة ومكلفة على جميع الصعد سياسيا واقتصاديا وبشريا وتنمويا.. والمقاومة تخرج خاسرة كصاحبة قضية. لذلك كانت الخلاصات الثلاث:

– «ليس من المصلحة الوقوف مع طرف ضد طرف والاصطفاف مضر ولا يفيد.

– رفض الاقتتال الداخلي وضرورة الوقوف ضد الفتنة الطائفية والمذهبية.

– رفض أي فتنة مذهبية سنية ـ شيعية، و «حماس» مع السنة والشيعة وتؤيد التفاهم والحوار وحفظ الدم السني ـ الشيعي وحفظ مصالحهما وحفظ المقاومة ضد اسرائيل وحفظ النفس الوطني والقومي باعتباره مكسبا للمقاومة».

في تقييم «حماس» للوضع الراهن، أنّ «المنطقة تمرّ في وضع صعب وشائك والأمور تحتاج الى سنتين أو ثلاث حتى تعود الى نصابها، وفي ظل هذا الواقع علينا حفظ مصالحنا العليا عبر حماية الناس والمجتمع والهوية والمشروع السياسي وعدم إدخاله في الفوضى القائمة».

ما تخشاه حماس هو أنّ «هناك محاولات فرض حلول في المنطقة، والأخطر انّ هناك من يبدي استعداده لإعطاء الكيان الإسرائيلي علاقات ديبلوماسية مقابل حفنة من المكاسب الشكلية للفلسطينيين، هكذا ستكون قضيتنا هي الخاسر الأكبر كونهم يتنازلون عن أبرز ثوابتنا ويصبح العدو مرحبا به وصاحب الحظوة في المنطقة».

هذه المراجعة يساعد «حزب الله» في تطويرها من منطلق أن ما يجمع ليس بقليل، ويمكن بالمقابل تنظيم الاختلاف بما يحفظ المقاومة وقدسية القضية.