IMLebanon

فيلم في جنوب لبنان من بطولة ح. ح. ح.

 

 

قد يستغرب القارئ هذا العنوان، والسؤال الطبيعي هو من هم ح. ح. ح..؟

 

باختصار وبدون لف ودوران الحاء الأولى هي الحرس الثوري الايراني، والحاء الثانية هي حزب الله والحاء الثالثة هي حركة حماس.

 

سبحان الله كيف رُكّبت هذه الأسماء وكأنّ المخرج هو شخص واحد.. على كل حال كان يُقال في قديم الزمان: «لا يوجد بصقة تحت بلاطة يمكن أن تختفي» بل سيأتي يوم تنكشف فيه الأمور.

 

بداية، هناك سؤال كبير هو: من هي الجهة السياسية التي أتت بالإمام آية الله الخميني من العراق ونقلته للسكن في باريس وأعطته ڤيلا صغيرة؟ «هكذا يُقال».. ويُقال أيضاً إنّ الجهة التي حُرّر باسمها عقد إيجار الشقة كانت المخابرات المركزية الاميركية يعني C.I.A.

 

ماذا يعني هذا؟ بكل بساط ان مشروع الخميني لم يأتِ من فراغ، بل ان المخطط الرئيسي لهذا المشروع، كما هو معروف، هو وزير خارجية أميركا في ذلك الوقت اليهودي هنري كيسنجر، الذي خطط لذلك المشروع القائم على ان إسرائيل لا يمكن أن تعيش محاطة بالجيوش العربية وبخاصة الجيشين: الجيش السوري والجيش العراقي، إضافة الى الجيش الاردني والأهم والأكبر الجيش المصري…

 

الحل بدأ بعقد اتفاق «كامب ديڤيد» الذي أخرج الجيش المصري من القتال.

 

ذهب كيسنجر الى شاه إيران وطلب منه أن يشن حرباً ضد العراق.. رفض الشاه قائلاً: لماذا أعرّض بلادي لخطر الحرب، مع ما سينجم من خسائر في الأرواح والمال والقضاء على الكثير من الازدهار والتطوّر اللذين جعلا من إيران دولة عظمى في المنطقة اقتصادياً ومالياً وزراعياً ونفطياً وسياحياً وصناعياً؟

 

لذلك، قرّر كيسنجر أن يقلب نظام الحكم في إيران ويطرد الشاه ويأتي ببديل منه، فكان نظام الملالي، أي آية الله الخميني الذي يريد أن يجعل كل المسلمين من أهل الشيعة، علماً ان عدد أهل السنّة في العالم 1500 مليون بينما عدد الشيعة 150 مليوناً فقط.

 

وهكذا بدأ مشروع التشييع ينطلق. وكانت الخطوة الأولى إعلان الحرب ضد العراق.

 

دامت تلك الحرب 8 سنوات دُمّر فيها الجيشان العراقي والايراني، وكلفت 1000 مليار دولار لكل دولة، وهناك حاجة الى 1000 مليار دولار لكل دولة لإعادة الإعمار.

 

وهكذا انطلق المشروع الايراني في خطوة أولى وهي الحرب مع العراق.. وهكذا دُمّر الجيش العراقي، وأصبحت العراق التي كانت أغنى دولة نفطية مدينة وبحاجة الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت..

 

الخطوة الثانية كانت في لبنان.. إذ من خلال دعم وإقامة فرق شيعية تحت مسمّى مشروع ولاية الفقيه بدأت قصة «حزب الله».. والجدير ذكره ان هذا الحزب كلّف منذ يوم تأسيسه عام 1983 وحتى يومنا هذا حوالى 80 مليار دولار أميركي.

 

كذلك، فإنّ الدعم الذي يتلقاه بشار الأسد هو من أجل إقامة الهلال الشيعي الذي فضحه الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الاردن.

 

بالمناسبة فبعد الحرب الايرانية – العراقية ابتلي أهل العراق بحرب احتلال الكويت التي جاءت بالجيش الاميركي الى السعودية.

 

وفي عام 2003 قامت أميركا بحرب على العراق تحت شعار تحرير الشعب العراقي الذي يطمح الى الحرية أولاً، ثم القضاء على أسلحة الدمار الشامل، لكنهم لم يجدوا أي سلاح دمار أبداً.. ثانياً، والقضاء على الميليشيات المتطرفة إسلامياً.. ثالثاً، وللأسف فإنّ هذه الخطأ المميت الذي ارتكبه الرئيس جورج بوش الابن كان أكبر خطأ في التاريخ، إذ أصبح العراق تحت سيطرة كليّة من الحرس الثوري ومن الميليشيات الشيعية التي أسسها الحرس الثوري الايراني… ونذكر هنا اللواء قاسم سليماني قائداً في الحرس الثوري الذي عُيـّن قائداً لـ»فيلق القدس». أكتفي بذلك الآن.

 

وبالعودة الى ما حصل منذ أيام في جنوب لبنان حين أطلقت مجموعة مجهولة الهوية صواريخ من المناطق الجنوبية على إسرائيل اعترضتها القبة الحديدية. والسر الكبير هو توقيت إطلاق الصواريخ في الوقت الذي كانت «حماس» تطلق الصواريخ من غزة، وكادت القدس ان تشتعل بثورة الأهالي المصلين في المسجد الأقصى وتتطور الى حرب من الجيش الاسرائيلي ومعه بعض المستوطنين المتطرفين الذين اعتدوا على أهل القدس الذين كانوا يصلون في المسجد خصوصاً ان هذه الأيام هي أيام شهر رمضان المبارك. أمام كل هذه الوقائع جاءت زيارة اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية – حماس الى لبنان.

 

فجأة وبينما العالم يتعاطف مع المصلين في المسجد الأقصى اشتعلت حرب في غزة وفي القدس، وتلك مفاجأة ثانية.

 

أمام هذه المفاجأة جاءت مفاجأة ثالثة هي إطلاق صواريخ من جنوب لبنان من المنطقة التي هي تحت سيطرة حزب الله طالت الاراضي المحتلة في فلسطين.

 

وهنا عاش اللبنانيون ساعات من الخوف والرعب من احتمال أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة كما حصل في حرب 2006 والمعروفة بحرب تموز.

 

هنا انفضحت الأمور، ليتبيّـن أنّ الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت على فلسطين بموافقة إيرانية كانت أيضاً من ضمن اتفاق بين إيران وإسرائيل لتركيب هذا الفيلم، يتبيّـن هذا من الصمت الذي لازم الدولة الايرانية، إذ لم يصدر أي بيان على ما قامت به اسرائيل في الأقصى وفي غزة والقطاع.

 

هذا الفيلم المرعب كان من بطولة ح. ح. ح. وإخراج أميركي، ولكن كان سيئ الإخراج ففضح إيران والدور الذي تلعبه في المنطقة والذي في الحقيقة ينكشف يومياً على العلاقات مع إيران والأهم العلاقة مع إسرائيل والعمل من أجلها. وكل كلمة غير ذلك هي قلب للحقيقة وتزوير للتاريخ.