IMLebanon

تساؤلات ومخاوف بعد كشف شبكة السعديّات

 

 

ما كشفه وزير الداخلية بسام المولوي بالأمس، حول القبض على شبكات إرهابية فلسطينية على الساحل اللبناني، يتطابق مع ما كانت “الديار” قد أشارت إليه عن مخاوف وقلق من وجود خلايا إرهابية نائمة منتشرة على الساحل وفي مناطق محاذية له، الأمر الذي سبق وأن أثير خلال زيارة أمين سر حركة “فتح” القيادي الفلسطيني جبريل الرجّوب عندما التقى الفصائل الفلسطينية باستثناء حركة “حماس”، حيث كان واضحاً أمامهم في كلامه عن ضرورة تحصين المخيّمات في مواجهة أي خروقات قد تحدث، وشدّد أمام قادة الفصائل على أهمية التنسيق بين حركة “فتح” ومخابرات الجيش اللبناني، إذ علم أنه بحث هذه المسألة خلال زياراته الرسمية لمرجعيات رئاسية وأمنية لبنانية.

 

من هنا، فإن ما أعلنه وزير الداخلية بسام المولوي، يأتي في إطار قلق وأجواء تتناقلها أكثر من جهة سياسية منذ فترة عن وضع غير سوي في المخيمات، وفي مناطق أخرى من خلال وجود شبكات إرهابية، منهم من قدم من سوريا خلال مرحلة الحرب، والبعض الآخر جاء بطريق البحر خلسة، إضافة إلى تجنيد بعض المقيمين من قبل قادة منظّمات أصولية.

 

من هذا المنطلق، فإن الساحة اللبنانية تبقى في حالة اضطراب وقلق على خلفية الصراعات السياسية في الإقليم، وفي الداخل، ولكن ما حدث مؤخراً بعد كشف هذه الخلية الإرهابية، إنما يأتي في ظروف صعبة تعيشها المخيّمات الفلسطينية، والوضع الفلسطيني في لبنان بشكل عام، بسبب توقّف منظمة “الأونروا” المعنية بشؤون اللاجئين عن تقديم المساعدات المطلوبة لهم، وصولاً إلى تأثّر المخيّمات بما يجري في المنطقة من حروب ونزاعات، بالإضافة إلى تداعيات الصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني، ومن ثم الأمر الأبرز والمتعلّق بعدم إقرار القانون المعني بأحقّية العمل للفلسطينيين المتواجدين في المخيّمات إسوة بسواهم من جنسيات أخرى.

 

وقد اعتبرت مصادر سياسية مواكبة، أن هذه العوامل والعناوين، كان لها الأثر الأبرز على فرار عناصر كثيرة من بعض الفصائل والتحاقها بخلايا إرهابية، وثمة من سبق له من قيادات فلسطينية أن حذّر من مغبة أي تحرّكات في المخيّمات على خلفية الوضع الإجتماعي الصعب، وغياب المساعدات والتقديمات والبطالة المستشرية في صفوف الشباب الفلسطيني، فهذه الأمور مجتمعة، لا زالت مرشّحة لأي تحرّك قد يحدث، وخصوصاً أن الخلايا الإرهابية متواجدة ليس فقط في المخيّمات، وإنما على الساحل، وربما في بلدات وقرى بعيدة عن هذه المخيّمات.

 

ويبقى السؤال المطروح، ما إذا كان سيؤدي القبض على الخلية التي كشفها وزير الداخلية، الى الإضاءة على المزيد من الخلايا الإرهابية أو الشبكات المتواجدة في مناطق قد تكون موضع رصد ومتابعة من الأجهزة المعنية، في حين تؤكد المصادر المواكبة، بأن هناك تعاوناً وثيقاً بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين، أكان من قبل السفارة في بيروت أو على صعيد مخابرات الجيش اللبناني وحركة “فتح”، حيث هناك رفع للغطاء السياسي والأمني من قبل السلطة الفلسطينية عن أي عنصر يخلّ بالأمن في لبنان، وهذه تعليمات مباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عاد وأكد عليها القيادي الفلسطيني الرجّوب، خلال لقاءاته مع الفصائل الفلسطينية.

 

وأخيراً، وحيال ما جرى في منطقة الساحل، فإن هناك أيضاً تساؤلات أخرى تعبّر عن قلق ومخاوف حول ما تختزنه الساحة اللبنانية من شبكات وخلايا إرهابية نائمة، وسط مخاوف من أن تدخل بعض الطوابير على خط زعزعة الإستقرار واستغلال الوضع الإقتصادي والمعيشي المأزوم على كافة المستويات، إن في المخيّمات الفلسطينية أو خارجها.

 

هذا وكان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي عقد مؤتمرا صحافيا في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أعلن فيه عن “إنجاز نوعي لشعبة المعلومات تمثل بإلقاء القبض على جماعة ارهابية تكفيرية تجند شبانا في لبنان من جنسية فلسطينية لتنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة بأحزمة ومتفجرات، تحتوي على قذائف صاروخية وتنفيذ عمليات انغماسية تستهدف 3 مواقع لتجمعات مدنية كانت ستسقط الكثير من الضحايا”.

 

وعرض المولوي فيديوهات مصورة توثق عملية ضبط شبكة ارهابية من جنسية فلسطينية وتوجه للأجهزة الأمنية قائلا: “أهنئ قوى الأمن وعميد شعبة المعلومات والمدير العام على الإنجازات بضبط المخدرات إلى تفكيك شبكة التجسس، وقوى الامن الداخلي هي ابطال هذه العملية”.

 

وقال: “3 عمليات تفجير كانت تنوي ارتكابها شبكة تكفيرية ارهابية على الاراضي اللبنانية، فلولا سمح الله صارت هذه التفجيرات لكانت أوقعت ضحايا لأنها تفجيرات بأحزمة ناسفة تحتوي على قذائف”، مضيفا “إن الفضل يعود بكشف هذه الشبكة إلى أبطال قوى الأمن الداخلي الساهرين على أمن لبنان وأمن المواطن ومستقبل لبنان، وعلى الانتخابات التي نؤكد أنها ستحصل وتحتاج الى الامن. هذا انجاز هو للمدير العام الذي يرد بالانجازات ويرد بالعمل، والذي على اكتافه أمن البلد، وهو خير من حمل الأمانة”.

 

إلى ذلك، عرضت مديرية قوى الأمن عبر موقعها على “تويتر”، خريطة تظهر الأماكن التي كانت تخطط الشبكة التكفيرية الإرهابية لتنفيذ عمليات انغماسية متزامنة فيها وهي: مجمع الكاظم حي ماضي – مجمع الليلكي – حسينية الناصر – الأوزاعي، إضافة إلى الأحزمة الناسفة والمتفجرات والأسلحة التي تم ضبطها مع الشبكة التكفيرية.