IMLebanon

دولة السلاح

 

 

شهدت الأيام الماضية عودة للحديث عن توطين الفلسطينيين على خلفية قرار وزير العمل المتعلق بالمهن التي يحق لهم مزاولتها، وعن السلاح الفلسطيني بعد انفجار مخزن للذخيرة لحركة حماس في مخيم برج الشمالي قرب مدينة صور رغم أن الحركة وككل محور الممانعة تنفي أي انفجارات لمخازن ذخيرة وأسلحة ويردها المحور إلى انفجار قوارير غاز وقوارير أوكسجين.

 

في كل الحالات يحق لنا كلبنانيين أن نسأل لماذا السلاح الفلسطيني في لبنان؟

 

قد يقول البعض إن هذا السلاح هو للمساهمة في تحرير فلسطين ولكننا في لبنان ومنذ ما بعد النكبة في العام 1948 عانينا ونعاني من هذا السلاح الذي لم يحرّر شبراً من أرض فلسطين المحتلة، والسؤال الذي يُسأل أيضا هو متى سيحين أوان هذا التحرير؟

 

قد يقول البعض إن هذا السلاح هو لحماية الفلسطينيين في لبنان والسؤال حمايتهم ممن؟ من العدو الإسرائيلي؟ وليشرحوا لنا كيف يحصل ذلك؟ حمايتهم من فرقاء لبنانيين ومن هم هؤلاء؟ حمايتهم من الاقتتال في داخل المخيمات وهو يحصل في شكل دوري في مخيم عين الحلوة مثلا؟ ما حصل في مخيم برج الشمالي أثناء تشييع عنصر من حماس من اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى أليس دليلاً على عبثية هذا السلاح وضرره؟ وهل يعتقد الفلسطينيون فعلاً أن الدولة اللبنانية وجيشها عاجزان عن حمايتهم؟

 

إذا كان الجيش اللبناني عاجزاً عن حماية الفلسطينيين ولذلك يحملون السلاح في المخيمات ويحتفظون بقواعد عسكرية في مناطق لبنانية عدة، وإذا كان الجيش اللبناني غير قادر على حماية حدود لبنان في الجنوب والشرق والشمال ولذلك تحمل فئات لبنانية السلاح، فعندها لا حرج ولا مسؤولية قانونية على أي فريق آخر يحمل السلاح من أجل حماية نفسه من أي خطر داخلي او خارجي يتهدده ولا يحق لأي طرف مسلح في لبنان عندها أن يرفض تسلح فرقاء لبنانيين آخرين، فإذا كان الغريب يحمل سلاحاً ليحمي نفسه، ألا يجوز عندها لأي لبناني أن يحمل سلاحاً ليحمي نفسه حتى من هذا الغريب؟

 

نظهّر هذا الواقع ونطرح هذه التساؤلات لا من أجل التحريض على التسلح، بل من أجل أن نقول إن لا دولة تقوم إن لم تحصر السلاح بيدها، دولة وحدها تحمي مواطنيها وكل المقيمين على أرضها، دولة لا يشرع فيها مسؤولون من رأس الهرم إلى قاعدته أي سلاح خارج المؤسسات الأمنية والعسكرية الشرعية ثم يتباكون على غياب دولة وتوطين مرتقب، دولة تحترم قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار 1701، دولة لا تلقى على عاتقها وحدها مهمة تحرير فلسطين فتدفع مع شعبها أثماناً باهظة ولا نهاية لها.

 

هذه هي الدولة التي نريدها لا دولة “سلاح كل مين سلاحو الو”.