ما زال مخيّم عين الحلوة «جمراً تحت الرماد»، وقد تسقط كل المعالجات اللبنانية والفلسطينية وحتى العربية، إذ لا يمكن إنهاء حالة الفلتان دون حلّ جذري. وتكثر المهمات الملقاة على عاتق الجيش اللبناني مع توسّع الموجة الثانية من النزوح السوري، وباتت عين الجيش على الحدود والمخيّمات بكل أشكالها سواء أكانت فلسطينية أم سورية.
أعادت إشتباكات عين الحلوة طرح مسألة السلاح الفلسطيني على طاولة البحث. ويعترف الجميع بعدم جواز قيام دولة في ظل وجود ميليشيات فلسطينية ولبنانية تملك السلاح. وتغيب المعالجات الأمنية الجذرية وحتى السياسية التي تهدف إلى ضبط السلاح المتفلّت.
ولا يقف الخطر عند أعتاب مخيّم عين الحلوة، بل قد يمتدّ إلى بقية المخيّمات الفلسطينية، لذلك لا بدّ من الإضاءة الأمنية على المخيّمات والقوى الموجودة فيها، وعلى عدد المقاتلين والأسلحة التي يمتلكونها.
وفي السياق، تُقدّر مصادر رسمية لبنانية عدد المقاتلين الفلسطينيين المتفرّغين الموجودين داخل كل المخيّمات بنحو 7 آلاف مقاتل تُشكّل حركة «فتح» مركز الثقل، ويتوزّع هؤلاء داخل المخيّمات وخارجها، واللافت أنّ القواعد خارج المخيّمات تتبع مباشرةً النظام السوري.
ويعتبر مخيّم عين الحلوة من أكبر المخيّمات الفلسطينية وهو متداخل مع صيدا، وتقدّر الأجهزة عدد المقاتلين فيه بنحو 1800 مسلّح يملكون أسلحة فردية وخفيفة وثقيلة.
ويتبع المقاتلون فيه كلاً من التنظيمات الآتية: «فتح»، «حماس»، «الجبهة الشعبية- القيادة العامة»، «الجبهة الديموقراطية»، «منظمة الصاعقة»، «جبهة التحرير»، «جبهة النضال الشعبي»، «فتح الانتفاضة»، «حركة الجهاد الإسلامي»، «عصبة الأنصار»، «جند الإسلام»، «حزب التحرير»، «أنصار الله» وبقايا «فتح الإسلام». وإذا كانت «فتح» تمثل القوة الكبرى، إلا أنّ التمدّد الإسلامي كبير في المخيم وحركة مقاتليه ترتفع نظراً لاستقطابهم الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل ودخول إسلاميين من خارج المخيم، في حين يبقى انتشار «حماس» خجولاً جداً وتستعيض عنه بدعم بعض الحركات الإسلامية.
ويأتي مخيّم البداوي ثاني أكبر المخيمات، ويشهد انتشاراً للقوى المقاتلة، ويبلغ عدد المسلحين فيه نحو 1100 مسلح بأسلحة فردية وخفيفة وثقيلة، وتنتشر فيه كل من: «فتح»،»فتح الانتفاضة»، «الجبهة الشعبية- القيادة العامة»، «حماس»، «منظمة الصاعقة»، «الجبهة الديموقراطية»، «جبهة التحرير»، «جبهة النضال الشعبي»، «حركة الجهاد الإسلامي»، «المجلس الثوري»، «حزب التحرير». فيما يخضع مخيّم نهر البارد لسلطة الدولة ولا يوجد فيه مقاتلون وأسلحة.
ويحتل مخيم الرشيدية المرتبة الثالثة، وينتشر فيه نحو 1000 مسلّح يملكون كل أنواع الأسلحة، وتنتشر فيه: «فتح»، «الجبهة الديموقراطية»، «الجبهة الشعبية القيادة العامة»، «حركة الجهاد الإسلامي»، «حماس»، بينما تسيطر كل من «فتح» و»حماس» على مخيم «المية ومية» الذي يشهد اشتباكات متقطعة من حين إلى آخر.
أمّا المخيم الغائب عن الإعلام وفيه انتشار عسكري كبير فهو مخيّم ويفل في البقاع، ويُقدّر عدد المسلحين فيه بنحو 600 مسلّح، ويرتفع العدد وينخفض حسب الأحداث، خصوصاً أنّ بعض الجهات تقاتل في سوريا، وتنتشر فيه: «فتح»، «فتح الانتفاضة»، «القيادة العامة»، «حماس»، «منظمة الصاعقة»، «الجبهة الديموقراطية»، «الجبهة الشعبية القيادة العامة»، «جبهة التحرير»، «حركة الجهاد الاسلامي»، «كتائب شهداء الأقصى»، «حزب الشعب».
ويُصنّف مخيم البرج من المخيمات الكبيرة وينتشر فيه نحو 400 مسلح يملكون أسلحة فردية وخفيفة وتوجد فيه كل من: «فتح»، «الديموقراطية»، «القيادة العامة»، «حماس».
وينتشر نحو 400 مسلح في مخيم برج البراجنة بأسلحة خفيفة، وتوجد فيه كل من: «فتح»، «فتح الانتفاضة»، «القيادة العامة»، «جبهة التحرير»، «منظمة الصاعقة»، «جبهة النضال الشعبي»، «الجبهة الديموقراطية»، «حماس»، «حركة الجهاد الإسلامي». ويوجد نحو 300 مسلح في مخيّم شاتيلا بأسلحة فردية وخفيفة وثقيلة. وتنتشر فيه كل من: «الجبهة الديموقراطية»، «حماس»، «أنصار الله»، «فتح»، «جبهة التحرير»، «فتح الانتفاضة»، «حركة الجهاد الإسلامي»، «القيادة العامة»، «الصاعقة».
ويشكّل مخيّم مار الياس نقطة تمركز فلسطينية في العاصمة، وينتشر فيه نحو 250 مسلحاً بأسلحة فردية وخفيفة، أما القوى المسيطرة عليه فهي: «فتح الانتفاضة»، «المجلس الثوري»، «الجبهة الديموقراطية»، «الصاعقة»، «القيادة العامة»، «جبهة النضال الشعبي»، «جبهة التحرير»، «فتح». ويعتبر مخيّم البص من أصغر المخيّمات عسكرياً وينتشر فيه نحو 150 مسلحاً بأسلحة فردية، وتوجد فيه كل من: «فتح»، «الجبهة الديموقراطية»، «القيادة العامة»، «الجهاد الاسلامي»، أما مخيّم ضبية فلا توجد فيه منظمات مسلّحة.
وينقسم الوجود الفلسطيني المسلّح خارج المخيّمات بين «فتح» الإنتفاضة و»القيادة العامة» المواليَين لسوريا و»حزب الله»، وتشكّل مراكزهما خصوصاً في البقاع نقطة لانطلاق المقاتلين إلى سوريا أو مركزاً لتجمّع مقاتلين بعد عودتهم من معارك سوريا، لذلك يرتفع عدد المسلحين وينخفض وفق سير المعارك السورية.
وفي نظرة إلى المسلحين الثابتين، ينتشر نحو 250 مسلحاً من «فتح» الانتفاضة في بلدة حلوة البقاعية، و200 في ينطا، و100 في خلّة السمقانية بمختلف أنواع الأسلحة. أما «القيادة العامة»، فتنتشر بنحو 50 عنصراً في السلطان يعقوب، و50 في وادي حشمش بأسلحة فردية وخفيفة، وبـ1500 في كفرزبد، و300 في قوسايا التي تعتبر من أكبر القواعد الفلسطينية خارج المخيّمات، و150 في الناعمة بمختلف أنواع الأسلحة.