Site icon IMLebanon

الزيارة البابوية

 

 

هل تأكيد خبر زيارة قداسة البابا، إلى لبنان، في شهر حزيران المقبل، يحسم حتمية إجراء الانتخابات؟

 

بداية أود أن أشير إلى انني أتناول هذه المسألة فقط من حيث تأثير الزيارة السامية على مصير الانتخابات النيابية العامة وليس من أي مدخل آخر، وبالذات ليس من الجدال المفتعَل الذي راوح بين تأكيد موثّق لقرار الفاتيكان بحصول الزيارة، ونفي لها غير مستند إلى مصدر رسمي في الحاضرة الباباوية…

 

وعليه، فإن أحداً لا يشك في إصرار الفاتيكان على إجراء الاستحقاقات الدستورية اللبنانية في مواعيدها، وفي هذه المرحلة يمكن حصرها بثلاثة بالغة الأهمية، نوردها في ما يلي وفق مواعيدها الزمنية وهي: إجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل. ثم تشكيل الحكومة باعتبار أن الوزارة المقيمة حالياً في السراي الكبير تصبح مستقيلة حكماً في الثلث الأخير من نوار، وذلك بموجب النص الدستوري، الذي يحدد موعد الاستقالة ببداية ولاية المجلس النيابي الجديد المنتَخَب… ومن ثَمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء عهد الرئيس الجنرال ميشال عون ضمن مهلة شهرين.

 

وقداسة البابا فرنسيس الأول ابلغ إلى الرئيس عون ونيافة الكاردينال غبطة البطريرك بشاره الراعي، كما أبلغ إلى سواهما أيضاً، حرصه الشديد والأكيد على حصول تلك الاستحقاقات الثلاثة في مواعيدها.

 

ولمّا كانت الانتخابات النيابية هي الداهمة، فإن عدم إجرائها، لأي سبب من الأسباب، لن يكون في مصلحة الزيارة… وأما مرور بضعة أسابيع على التكليف و/أو عدم تأليف الحكومة، فلن يعوق مجيء الحبر الأعظم إلى لبنان، وإن كان لا يرضيه، بل يزعجه كثيراً، من دون أن يعني تدخلًا في الشأن اللبناني، إذ هو حرص أكيد على لبنان، باعتبار أن عاطفة الأب الأقدس والحب الذي يكنه لهذا الوطن (كاسلافه الباباوات) ليسا موضع شك عند أحد. وفي تقديرنا أن تأكيد الفاتيكان على الزيارة وتحديد موعدها يصبان في مجال الضغط المعنوي، إذا صح التعبير، على من يعنيهم الأمر، لعدم التلاعب في مصير الانتخابات.