Site icon IMLebanon

ورقة رئاسة الحكومة

ليس بريئاً الاقتراح المنسوب للرئيس نبيه بري بانتخاب العماد جان قهوجي رئيساً للجمهوريّة، بل هو اقتراح هدفه زيادة النار اشتعالاً، وليس بريئاً أيضاً التساؤل الذي سرّبته مصادر عين التينة بالأمس في معرض تعليقها على ما تمّ تداوله من معلومات خلال الساعات الماضية، وتساؤلها واضح التلويح بورقة رئاسة الحكومة إذ تساءلت: «من قال إن الجميع يريد الحريري لرئاسة الحكومة»، وأكّدت على تمسّك الرئيس نبيه بري بـ»السلّة»، عين التينة تريد إصابة «عصفورين بحجر واحد»!

من المتوقّع أن تتظهّر طويّة «عين التينة» خلال أيام قليلة وما تساؤل الأمس إلا «عيّنة» من المنحى الذي قد تتجّه إليه الأمور لفرملة موقف الرئيس سعد الحريري من انتخاب ميشال عون رئيساً ولزيادة الوضع اللبناني تعقيداً، وورقة رئاسة الحكومة لن تكون بمنأى عن التعطيل العام الذي تعيشه البلاد، وحكومة الرئيس تمام سلام خير نموذج عن المصير الذي ينتظر كلّ الحكومات بفعل بدعة سنّتها «الثنائية الشيعيّة» المزعومة في طريق وضع يدها على الرئاسات الثلاث «من الباطن»!

ليس دقيقاً ما قرأناه بالأمس نقلاً عن أمين عام حزب الله حسن نصرالله «عندما يقرر تيار المستقبل انتخاب العماد عون نتفاهم مع حلفائنا»، بل على العكس خيوط اللعبة تكاد تنكشف حتى من قبل أن يصبح واضحاً ما إذا كان الرئيس سعد الحريري ذاهب باتجاه خيار انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة، ستتبادل «الثنائية الشيعية» الأدوار على طريقة رفع الحرج فينتقل التعطيل من اسم رئيس الجمهورية إلى اسم رئيس الحكومة، ولا نستبعد أن يعيد الرئيس نبيه بري لعب ورقة رئاسة الحكومة، وبأسلوبه الذي اختبره الرئيس سعد الحريري بُعيد انتخابات العام 2009!!

لا نظنّ أن المدى المنظور سيحمل رئيساً للبنان برغم الجهود المبذولة والتنازلات الكبرى التي قد نشهدها خلال الأيام المقبلة، كلمة السرّ الرئاسيّة والحكوميّة في مكان آخر، من حيث يدري أو لا يدري اللبنانيون ربط مسار التعيقدات في لبنان بالملفّ السوري الذي اختصر وضعه السيد حسن نصرالله بكلمتين «تبقى الكلمة الفصل للميدان»، والوضع في حلب ذاهب باتجاه أكثر عنفاً ودمويّة، والتصعيد آخذ بالازياد بين روسيا وأميركا، وترجمته لن تكون إلا في الميدان السوري، وحزب الله مصر على اللعب بمصير لبنان على طريقة المثل «ما في بالميدان إلا حميدان»!!

يعلم الجميع أنّه في حال استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية في التشرينين المقبلين، فإن المجهول المخيف ينتظر لبنان، وأن الرئاسة والبلد سيطيران ولن يحطّا إلا بعد مؤتمر تأسيسي ومثالثة، ومن المؤسف أنّ كثيرون لا ينظرون إلى الجهود المبذولة من أجل انتخاب رئيس بعين الخوف على مصير البلد بل بالرغبة في المزايدة والتصعيد ويذهب فيهما أبعد بكثير مما يتحمّله الوضع اللبناني!

لن يحظى لبنان برئيس للجمهورية في جلسة اليوم، ولا نتوقع جلسة تليها إلا بعد دخول العام الهجري الجديد وبعد انفضاض المجالس العاشورائية في العاشر من شهر محرّم المقبل، بل أبعد من هذا التاريخ لن يقبل الرئيس نبيه بري تمرير الاستحقاق مهما كلّف هذا الأمر، وفي الوقت نفسه حزب الله ينتظر حسم نتائج الميدان في سوريا، لم يفهم بعد أن الحرب هناك أكبر منه وأن هزيمته آتية لا محالة!

أمّا الباحثون عن «الدخان الأبيض» في المملكة العربيّة السعوديّة، فحالهم مضحك ـ مبكٍ،  لأنهم لن يجدوا هناك من يقول لهم إفعل ولا تفعل، خصوصاً عندما نجد من يقول الرئيس بري يريد «موافقة من السعوديّة»!!