Site icon IMLebanon

اتفاق بين باريـس وواشنطن على حكومة موثوق بها.. فهل يعود ماكرون قريـباً ؟

 

حزب الله يتحرك عن بُعد.. والحريري لكتلته : «الحزب مستعجل يعمل حكومة وهيدا مناسبنا»

 

خرق «اتصال الساعة» الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس الاميركي جو بايدن الاحد الجمود الحكومي اللبناني، ولو بشكل ظاهري ولا سيما انه حمل بمضمونه المطول حديثا عن ملف لبنان وعن اهمية استقرار الشرق الاوسط انطلاقا من لبنان، فأعاد تحريك المبادرة الفرنسية ومعها الامال اللبنانية بحكومة سريعة ولو ان الواقع على ارض لبنان حتى اللحظة لا يوحي بأي انفراج قريب الا بتدخل ما.

 

ما كاد الاليزيه يسرب بيان الاتصال حتى بدأت التحليلات اللبنانية، وبدأت بعض المصادر تسرب عن ان فرنسا قد تتحرك تجاه لبنان قريبا، سواء عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصياً وهذا يطرح احتمال زيارة جديدة قد يقوم بها، تعويضاً عن الزيارة التي أُرجئت عشيّة عيد الميلاد اواخر السنة الماضية، للاشراف شخصيا على الحل الفرنسي في لبنان، او عبر وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، او مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل.

 

الا ان مصادر في باريس كشفت عبر «الديار» ان اجواء الاليزيه بعد اتصال ماكرون بادين، توحي بأن زيارة الرئيس الفرنسي للبنان واردة دائما وكذلك فكرة ايفاد موفد هو مستشاره باتريك دوريل واردة ايضا، لكن حتى اللحظة، تؤكد المصادر الباريسية ان لا خطة لزيارة رئاسية فرنسية للبنان قريبا.

 

وتكمل المصادر الباريسية بأن الاكيد حتى اللحظة ان فرنسا لم تتخل عن مبادرتها في لبنان وهي تتفق مع الاميركيين على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان موثوق بها لكي تتمكن من الحصول على المساعدات المطلوبة.

 

وبانتظار الفرج الخارجي، لا يزال طرفا التأليف عند مواقفهما ففيما تجدد مصادر مطلعة على جو بعبدا التأكيد ان رئيس الجمهورية هو من ينتظر الرئيس المكلف لا العكس، ولا سيما انه سلمه ملاحظاته بعدما كان وعده بالرد عليها، داعية الحريري لمصارحة اللبنانيين وكذلك رئيس الجمهورية حكوميا، اعادت مصادر في المستقبل التأكيد ان الحريري لن يتراجع ، معتبرة انه بات واضحا ان الرئيس عون لا يريد الحريري رئيسا مكلفا. وتكمل المصادر: «المعطى الوحيد الذي قد يبدل شيئا ما هو ان يقتنع الرئيس عون بطروحات الحريري الذي سيخرج عن صمته في 14 شباط، ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليقول كلمته الفصل فيما لو لم يسجل اي خرق من هنا حتى هذا التاريخ.

 

امام ما تقدم يجمع اكثر من مصدر على ان لا خرق بعد لكن الجديد هو ما تمكنت الديار من الحصول عليه من معلومات تفيد بأن حزب الله عاد وادار محركاته «الحكومية» على خط الوساطات بين بعبدا وبيت الوسط، ولو عن بعد اي عبر وسطاء، وعلم في هذا الاطار بأن اجتماعات يعقدها هؤلاء مع بعض المعنيين بالتأليف. وهنا ذكّرت مصادر بارزة بالزيارة التي قام بها اللواء عباس ابراهيم الى اللقلوق منذ ايام واجتمع خلالها برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة «للديار» ان ابراهيم عرض على باسيل الوصول مع الحريري «لنص الطريق» بموضوع حقيبتي العدل والداخلية الا ان رئيس التيار لم يوافق علما ان مصادر مقربة من اللواء ابراهيم شددت على ان هذا الكلام غير دقيق وان هدف الزيارة كان البحث في الاوضاع العامة.

 

وعلى هذه الخطوة (مساعي حزب الله) يعول الرئيس الحريري اذ تفيد مصادر خاصة للديار بأن اجتماعا عقده لكتلة المستقبل افتراضيا امس عبر تقنية الـ «ZOOM» وقد كشف الحريري امام اعضاء الكتلة ان حزب الله يقوم بمسعى، وان الحزب «مستعجل يعمل حكومة الان اكتر من بعدين»، واضاف الحريري بحسب معلومات «الديار» : هيدا الشي مناسبنا لانو محشورين نعمل حكومة فانشالله هالاسبوع يظهر اذا في خرق او لا.

 

ما قاله الحريري عن استعجال الحزب لتشكيل الحكومة اثار، بحسب مصادر موثوق بها استغراباً وشكل مفاجأة لدى بعض نواب الكتلة ولا سيما ان الجو الذي كان سائدا هو ان حزب الله لا يريد حكومة في لبنان بانتظار بلورة مصير المفاوضات الايرانية – الاميركية.

 

عن موضوع الفيديو المسرب وعما اذا ابلغهم الحريري بأي موقف بشأنه سالنا بعض المصادر المطلعة على جو اجتماع كتلة المستقبل فأشارت الى ان «هذا الامر بات وراءنا» وهو اي الرئيس المكلف لم يأت في هذا الاجتماع على ذكر موضوع الفيديو الذي كان موضع نقاش في الاجتماع السابق لكنه (اي الحريري) مصر على عدم التعليق عليه حتى اللحظة.

 

هل سيتصرف اذا الحريري بموضوع الفيديو على قاعدة «عفا الله عما مضى»، على هذا السؤال ردت المصادر سريعا بالقول : اكيد لا لكن قد يحصّل بعض المكاسب بنتيجته.

 

اما عما حكي عن ان الحريري سيؤمن لقاحات من الامارات للبنان وان هذا هو الهدف الاساسي لزياراته المتكررة، فتؤكد المصادر ان الحريري اكد انه يسعى لهذا الامر لكن حتى الساعة لا شيء رسميا بعد، وتضيف المصادر : «ما تنسوا انو منظمة الصحة العالمية لم تقر بعد باللقاح الصيني وكذلك اللقاح الروسي اللذين هما معتمدان في دول الخليج وبالتالي فالمسألة ليست بهذه السهولة وتحتاج الى وقت.

 

وعليه، وامام الاجواء «الزرقاء» التفاؤلية بإمكان حدوث خرق ما هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل (قد يتمثل باجتماع ما) تختم اوساط بارزة مطلعة على جو الملف الحكومي بتفاصيله الدقيقة بالتعليق : «احتمال الخرق موجود ولو انه صعب».