Site icon IMLebanon

مؤتمر باريس بعناوين «إنسانيّة»… مئات ملايين للإغاثة والدعم 

 

يُفترض أن تستضيف فرنسا اليوم مؤتمر دعم لبنان، الذي أصرّت على انعقاده رغم الحرب التي تعصف بالمنطقة، ورغم أن المتوقع منه لن يصل الى حد الطموحات التي رسمها الفرنسيون واللبنانيون، الذين قرروا تشكيل وفد رسمي برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومشاركة وزراء الزراعة والخارجية والبيئة.

 

بحسب مصادر سياسية متابعة فإن مجرّد انعقاد المؤتمر في هذه الظروف، يعني أن ملف الحرب سيكون حاضراً في المباحثات، وتُشير الى أن المؤتمر لن يكون قادراً على تحقيق إنجازات في هذا الملف، بسبب الموقف الأميركي الواضح باستئثار القرار المتعلق بالحرب في المنطقة، حتى ولو أشعر الأميركيون الفرنسيين بأن لهم دوراً يؤدونه، وهو ما حصل في ملفات عديدة في لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت حتى اليوم.

 

لم تتمكن فرنسا من فرض نفسها في لبنان، ودائماً بسبب الموقف الأميركي وغياب القوى السياسية المؤثرة والمقربة من الدولة الفرنسية، رغم ذلك لم يستسلم الرئيس الفرنسي ماكرون ولم يتوقف عن المحاولة، ويأتي هذا المؤتمر في هذا السياق، حيث تؤكد المصادر أن الرئيس الفرنسي أبلغ اللبنانيين أن المؤتمر يحظى بدعم أوروبي ومشاركة أميركية، وبأنه حتى ولو لم يكن له تأثير مباشر على عملية التفاوض لوقف الحرب، إلا أنه قادر على تأمين الدعم للبنان، حيث تتوقع المصادر أن يصل حجم المساعدات الى حوالى 300 مليون دولار، مع الإشارة الى أن الطموحات كانت أن تصل المساعدات الى مليار دولار.

 

وتشدد المصادر على أن هدف المؤتمر الرئيسي ليس بحث وقف إطلاق النار، رغم السعي الفرنسي لتشكيل قوة أوروبية – عربية داعمة لهذا الخيار، كاشفة أن المؤتمر سيشهد مباحثات جانبية للدفع باتجاه تسريع حركة التفاوض، في ظل الخلافات الكبيرة بين نتانياهو وماكرون، مشيرة الى أن الهدف الرئيسي سيكون تقديم المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم للجيش اللبناني الذي سيكون محور المرحلة المقبلة.

 

كلما عُقد مؤتمر خاص لدعم لبنان توجهت الأنظار الى الأميركيين، لأنهم الأقوى والأكثر قدرة على التأثير إيجاباً وسلباً، وتُشير المصادر الى أن عدم تحديد حجم المشاركة الأميركية في المؤتمر في وقت مبكر، مرده الى المساعي التي تقودها أميركا في الشرق الأوسط لوقف الحرب، والتي من غير المعروف إذا كانت ستثمر قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية أم لا. ففي حال سقطت المحاولة القائمة اليوم، فإن الانتخابات قد تبدل أصلا برؤية وفريق العمل الأميركي المعني بملفات المنطقة، وبالتالي من غير المنطقي أن ترتب الإدارة الحالية أعباءً سياسية على الإدارة الجديدة، لذلك من المتوقع بحسب المصادر أن لا يتخطى الموقف الأميركي تقديم بضعة ملايين من الدولارات بأحسن الأحوال.

 

وبحسب المصادر فإن المؤتمر سيشدد على أهمية بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ودعم الجيش اللبناني ليقوم بواجبه كاملاً في الجنوب، وأهمية تطبيق القرارات الدولية واحترام سيادة لبنان، كما سيتطرق حُكماً الى مسألة دعم النازحين السوريين، مشيرة الى أن لبنان سيطلب إنشاء جسر جوي للمساعدات الإنسانية والإغاثية، وسيطلب حشد الدعم الدولي لهذا المطلب كما حشد التأييد لرفض أي حصار بري وبحري وجوي، قد يفرضه العدو الإسرائيلي على لبنان.