Site icon IMLebanon

باريس لا تُخفي عن الحريري يأسها من إمكان إخراج لبنان من أزمته

باريس لا تُخفي عن الحريري يأسها من إمكان إخراج لبنان من أزمته

والمبادرات المطروحة أمام هيئة الحوار تشرّع الباب لدخول المؤتمر التأسيسي

هناك إقرار من المتحاورين حول «طاولة الحوار» باليأس من إمكانية الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد!

في باريس، سمع رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلام غير مطمئن، بقدر ما يقارب اليأس من إمكان إنتخاب رئيس جمهورية في لبنان في المستقبل المنظور، وحتى البعيد، لأسباب أفاض رئيس فرنسا صديقة لبنان الحريصة على كيانه وعلى أمنه واستقراره منها على وجه  التحديد لا الحصر عجز قياداته عن تحمّل مسؤولياتهم الوطنية، وتسليم المقاليد إلى دول خارجية للتلاعب بمصير بلدهم واستخدامه لخدمة مصالحها.

هذا الكلام للرئيس الفرنسي بات يردده معظم الدول الصديقة للقيادات اللبنانية التي تزورها، وتردد أصداؤها في لبنان منذ اندلعت أزمة الاستحقاق الرئاسي، لكنها خرجت إلى العلن على لسان  الرئيس هولاند الذي سبق له أن زار هذا البلد قبل فترة قصيرة واستمع إلى معظم القيادات اللبنانية وتناقش معها في كل ما يتعلق بالأزمة الراهنة، والمخارج المطلوبة لتجاوزها.

وعلى طاولة الحوار الوطني، وفي جلستها التاسعة عشرة التي انعقدت أمس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمس وغاب عنها معظم الأقطاب كان هناك إقرار من المتحاورين باليأس من إمكانية الخروج من الأزمة التي تعصف ببلدهم، عبّر عنه بشكل واضح المتحاورون من كل الأطراف في معرض مناقشتهم للمبادرة الجديدة التي أطلقها الرئيس نبيه برّي تحت عنوان أساس هو إعادة تكوين السلطة من خلال إجراء إنتخابات نيابية جديدة على أساس قانون لا يزال معلّقاً في الهواء، ويتعذّر الاتفاق عليه، على أن يعقب ذلك إنتخاب رئيس للبلاد، أو عقد دوحة لبنانية على غرار الدوحة القطرية التي أنتجت إنتخاب رئيس وإجراء إنتخابات نيابية على أساس ما يسمى قانون الستين الذي أقرّه اتفاق الدوحة أيضاً، وهذا معناه إسقاط موضوع انتخاب رئيس جمهورية من التداول، والدخول ولو من الباب الضيّق في نفق آخر يطرح مصير الدولة والكيان تحت عنوان المؤتمر التأسيسي الذي سبق لنائب الأمين العام لحزب الله أن طرحه إبّان حصول الشغور في رئاسة الجمهورية، وأثنى عليه حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بطرحه فكرة إعادة تكوين السلطة بإجراء انتخابات نيابية على أساس قانون طائفي جديدة سمى القانون الارثوذكسي، وهي الفكرة نفسها التي طرحها الرئيس برّي كمبادرة للخروج من المأزق الراهن، وإن ألبسها لبوس الانتخابات النيابية على أساس قانون جديد للانتخابات أو ألبسها لبوس الدوحة اللبنانية بدلا من الدوحة القطرية.

من البديهي ان يرفض الرئيس برّي هذه الاستنتاج ويؤكد على ان هدف المبادرة التي أطلقها أتت بعد الاخفاقات المتكررة في الوصول إلى قاسم مشترك لقانون للانتخابات يخدم المصلحة الوطنية بعيداً عن مصالح السياسيين وتعذر القوى السياسية في الوصول إلى تفاهمات على انتخاب رئيس للجمهورية ولا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بالمؤتمر التأسيسي طالما انها تتم تحت سقف اتفاق الطائف ودستوره، لكن ماذا عن دعوته إلى وضع اتفاق دوحة لبناني في حين انه يعلم انه ثمة إستحالة في إمكان الوصول الى اتفاق على قانون للانتخابات وقد ظهرت هذه الاستحالة في اللجان المشتركة، وطيلة السنوات الست أو السبع التي تلت اتفاق الدوحة، أفلا يؤدي ذلك إلى مؤتمر تأسيسي يدخل لبنان كلّه في أزمات تكون الحرب الأهلية واحدة منها.

قد يكون البديل عمّا طرحه الرئيس برّي لتجنب الوصول إلى المؤتمر التأسيسي دعوة رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل هيئة الحوار إلى خلوة مصغرة تستمر ثلاثة أيام لوضع العناوين الأساسية لمبادرة برّي وتوضيحها بشكل لا لبس فيه، وحتى هذه المبادرة لرئيس الكتائب تحتاج أيضاً إلى مزيد من الدرس لكل ابعادها حتى لا تتحوّل إلى مؤتمر تأسيسي يرضي طموحات حزب الله في تغيير المعادلة اللبنانية الميثاقية، ويدخل لبنان في المجهول، وهو بالطبع ما لا يريده لا هو ولا الرئيس برّي صاحب مبادرات الانقاذ والجمع لا التفريق.