Site icon IMLebanon

العقوبات الاوروبية على المعرقلين تبحث المقترحات وأسماء بارزة سيُحظّر عليها السفر

 

باريس والقاهرة خرجتا بانطباع سيىء جداً عن المسؤولين اللبنانيين… لذا آخر الدواء الكيّ !

 

حين تسأل اي مواطن لبناني عن وضع البلد، وإمكانية حدوث تغيّير ما نحو الاحسن، يسارع الى القول: «فالج لا تعالج، فلا تتأملوا خيراً من حكام لا يكترثون لمصلحة وطنهم وشعبهم، لان همهم الاول والاخير اقتسام المغانم، وتوليّ المراكز والحقائب الدسمة»، سائلاً: «كيف لم يخجلوا بعد من اهتمام فرنسا ومصر بلبنان فيما هم لا يكترثون له؟»، ما جعلنا نخجل كشعب امام الزوار العرب والغربيّين، الذين حملوا الوساطات والمبادرات من دون ان يرّف جفن اهل السلطة، او يسارعوا على إيجاد الحل، بحيث يستمرون في تقاذف الاتهامات والمسؤوليات بالفشل والتحريض على بعضهم، ما جعل الملف الحكومي يراوح مكانه من دون ان يتقدّم اي خطوة تذكر، لانّ التناحر على قالب الجبنة، لا يزال حتى اليوم يطوّق التشكيلة الحكومية من كل حدب وصوب، فيمنع وصولها الى برّ الامان، لتعود فجأة الى المربّع الاول، فتستقر الاسطوانة حيث هي من دون اي صعود للدخان الابيض المنتظر.

 

الى ذلك، اصبح اليأس مسيطراً بقوة على الفرنسيين، على أثر لا مبالاة المسؤولين اللبنانيين، الامر الذي ازعج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، فأطلق تحذيراً قبل فترة الى المسؤولين اللبنانيّين، من تبديل مرتقب لاستراتيجية المجتمع الدولي في التعاطي مع الازمة اللبنانية، لكن لم يأخذ هؤلاء الكلام على محمل الجدّ بل اعتبروه مجرد مخاوف ليس إلا، لكن عاد كلام الرئيس الفرنسي ليبرز حقيقة باتت قريبة على ارض الواقع، من خلال العقوبات التي ستفرض على معرقليّ التشكيلة الحكومية، وهي احد ابرز الوسائل التي سيلجأ اليها الاوروبيون للضغط، اذ ومنذ ايام عاد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان، ليكرّر التهديد واصفاً إياه بالإنذار الاخير من قبل الفرنسيين، بعدها برز اهتمام مصري في اتجاه لبنان، عبر زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري قبل ايام قليلة الى بيروت، موفداً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتبليغ بعبدا رسالة من مصادر دولية، بأنّ القيادات اللبنانية التي تعرقل تأليف الحكومة، ستتعرّض قريباً جداً لعقوبات بالجملة، ومع ذلك لم يتحرّك المسؤولون اللبنانيون، ولم يستعجلوا إنهاء هذا الملف المستعصي، الذي يكاد يُنهي لبنان خلال اسابيع قليلة، بحسب ما يكرّر المجتمع الدولي ويؤكد أنّ الوضع متأزم جداً.

 

الى ذلك نقل مصدر سياسي مطلع على حركة الاتصالات العربية والفرنسية بلبنان خلال حديث لـ «الديار»، أنّ العقوبات الاوروبية باتت قريبة جداً وهي آخر الدواء أي الكيّ، لان كل الحراك العربي والفرنسي خرج بانطباع سيىء جداً وافكار مستغربة عن الحكام اللبنانيين، بسبب قلة إهتمام هؤلاء بما وصل اليه بلدهم من كوارث وانهيارات، بسبب سياساتهم الخاطئة وبالجملة، من دون ان يستثنوا احداً منهم، مشدّداً على ضرورة ان يتحاور هؤلاء في أسرع وقت ممكن، للخروج باتفاق يشكّل فرصة اخيرة للخروج من المأزق الكبير، وحذّر من انهيار لبنان نهائياً خلال فترة لا تتجاوز نهاية الشهر المقبل.

 

ولفت المصدر الى انّ المساعي الخارجية الاخيرة حيال لبنان، قد نسفت من خلال ردود الفعل تجاهها، كاشفاً أنّ اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير خارجية مصر سامح شكري يوم الاربعاء الفائت لم يكن ايجابياً، لان شكري تحدث عن عرقلة مفتعلة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الامر الذي رفضه رئيس الجمهورية ونفاه. ولاحقاً تبدّدت الآمال بتأليف الحكومة، وتبخّر الكلام الايجابي.

 

وأكد المصدر أن لا جدوى إلا بفرض العقوبات الاوروبية وهي جديّة اكثر مما تتصوّرون، لان المتناحرين يضعونها في خانة التهويل، لكن المفاجآة آتية لا محالة، بحيث وُضعت اللائحة وهي تحوي أسماءً من الصف الاول، من ضمنها تجميد الاصول وحظر السفر، لافتاً الى ما قاله وزير الخارجية الفرنسية بأنّ إعداد المقترحات ضد المسؤولين قائم بقوة، خصوصاً الذين تخلوا عن المصلحة العامة من أجل مصالحهم الشخصية.