IMLebanon

الخطر يداهم الإستحقاق… باريس تتحضّر لتبادر

 

 

إنطلق الحراك الرئاسي بشكل كبير إذ إن كلّ الكتل تحاول حجز دور لها في هذا الإستحقاق المفصلي، في حين أن للسّفارات دوراً محوريّاً فيه أيضاً.

 

تستكمل الكتل الكبرى بمعظمها مشاوراتها الرئاسية، فـ»حزب الله» يعمل لتأمين أكثرية الثلثين لتمرير رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية الذي يصطدم بعقبة رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، في وقت تعمل أحزاب وقوى المعارضة على تأمين خطّ الدفاع الأول بوجه «الحزب» وهو تأمين الثلث المعطّل لمنعه من فرض رئيس وربما الذهاب من أجل جمع الصفوف وربما تأمين النصف زائداً واحداً لإيصال شخصية من فريقها.

 

وبما أن المعروف عن الإستحقاق الرئاسي تأثره بالعوامل الإقليمية والدولية، إلا أن الدول الكبرى لم تتدخّل بعد مباشرة او تطرح أسماء مرشحين بل إنها تحاول إحاطة الإستحقاق الرئاسي وإخراجه من يد طهران من أجل المشاركة في إيصال رئيس مقبول من الجميع.

 

وينتظر الجميع إنتهاء المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران لتحديد مسار الأمور وكذلك نتائج المفاوضات البحرية بين لبنان وإسرائيل لأنها ستشكّل عاملاً مهمّاً في منظار الإستحقاق الرئاسي اللبناني.

 

وإذا كانت مواقف كل من واشنطن وطهران والرياض معروفة، إلا أن باريس تدرس خطواتها بجدية تامة، فالرئيس إيمانويل ماكرون لا يريد تكرار أخطاء بلاده وأخطائه الشخصية في المستنقع اللبناني، فعام 2007 حاولت باريس جمع اللبنانيين في مؤتمر سان كلو وطلبت لائحة من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بأسماء المرشحين للرئاسة لكنها فشلت.

 

وبعد انفجار المرفأ زار ماكرون لبنان وجمع قادة لبنان وحاول تأليف حكومة «مهمة»، لكنه فشل أيضاً وخرج خائباً بفعل تصلّب الطبقة السياسية اللبنانية.

 

وأمام كل ما يحصل لا تريد باريس حرق المراحل أو الإستعجال في الملف الرئاسي، وهي ترغب في التحرّك من دون ضجيج، لكنها حكماً ستتحرّك.

 

وينتظر ماكرون نتائج الحوار الأميركي – الإيراني حول الإتفاق النووي، ففي حال تم الإتفاق فإنه من السهل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، وفي حال الفشل فإن الفراغ سيكون حاضراً.

 

وتقرأ باريس جيداً الدخول الأميركي على خط أزمات لبنان وأبرزها الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية واستخراج النفط، لذلك فإن باريس تترقّب ما سيكون عليه الموقف وكيف ستكون خاتمة هذه الملفات.

 

ومن جهة ثانية، فإن الوضع اللبناني دقيق لدرجة أن الفراغ قد يرفع منسوب الإنهيارات، لذلك فإن الحذر الفرنسي ترافقه رغبة في التدخل السريع، لكن هذا التدخل لن يحصل قبل أن تتضح ملامح الملفات الإقليمية الكبرى.

 

لا شكّ أن باريس تملك عاطفة خاصة تجاه لبنان، لكن هذه العاطفة لا تكفي وحدها لحلّ الازمات، من هنا فإن مرحلة طرح الاسماء الرئاسية لا تزال مبكرة، فالتسويات الكبرى حول الرئيس تحصل في الربع الساعة الأخير وليس في بداية المهلة الدستورية للإنتخاب.