بات ومن خلال المعلومات المتداولة أن هناك بحثاً جدياً في تسوية أو صيغة رئاسية يمكن التوصل إليها، وبالتالي، انتخاب رئيس للجمهورية قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، ولكن ومن خلال العائدين من العاصمة الفرنسية، فإنهم يؤكدون على جدّية هذا البحث الجاري على أعلى المستويات، وتحديداً بين باريس والفاتيكان، وبدعم أميركي وعربي، ولكن ليس ثمة من إسم معين يمكن القول أنه سيكون المرشح الرئاسي المدعوم دولياً وإقليمياً، بل ثمة أسماء عدة يتم التداول بها ليصار إلى غربلتها، إذ، وبعد التشاور مع الأطراف اللبنانية، عندها يمكن القول أن انتخاب الرئيس قد يحصل في أي توقيت، لأنه، وتاريخياً لا مناص إلا من خلال الغطاء الدولي، وذلك جاء بفعل الإتصالات المكثفة التي حصلت خلال الأيام الماضية على خلفية القلق والمخاوف من حصول فوضى إجتماعية قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وهذا ما تطرقت إليه مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، إضافة إلى ما تم بحثه بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنطوني بلينكن ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أعرب الجانبان عن قلقهما لما يحصل في لبنان، وكانا متشدّدين لناحية ضرورة انتخاب الرئيس العتيد قبل حدوث أي مفاجآت غير سارة على الساحة اللبنانية، مترافقة مع الإنهيار الإقتصادي المتمادي، وهنا، تدعو مصادر مواكبة، إلى ضرورة قراءة موقف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عندما أبدى خشيته من حصول فوضى إجتماعية في البلد، ما يعني أنه مطلع على وضعية المؤسّسات ومرافق الدولة وماليتها، ولهذا أطلق هذا التحذير.
في السياق، وحيال هذه الأجواء الضبابية، حذّرت المصادر المواكبة نفسها، من عدم إطالة فترة الشغور الرئاسي، لأن كل القوى السياسية والحزبية على بيّنة من الصورتين الإقتصادية والمالية في البلد.
ولذا، فإن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، وإن كانت لا تزال في إطار التسريبات، ورغم عدم صدور بيان رسمي أعلن عنها، فإنها تأتي على خلفية مخاوف باريس من تدهور مرتقب للأوضاع في لبنان، وانفلات الساحة الداخية، وهذا من شأنه أن يصعب المساعي الدولية، ولا سيما الفرنسية الجارية من أجل انتخاب الرئيس العتيد في أقرب فرصة ممكنة، وعليه، فإن تفقّده للوحدة الفرنسية المنتشرة في جنوب لبنان ضمن قوات الأمم المتحدة، في حال حصول هذه الزيارة، فهذا سيكون أيضاً بمثابة رسالة بأن باريس مهتمة بالملف اللبناني، وتسعى مع شركائها الدوليين والإقليميين لحل هذه المعضلة.
ويبقى، وإزاء هذا الحراك الدولي والإقليمي المترافق مع هواجس تربك المهتمين بالملف الداخلي، فإن المعلومات من بعض العائدين من باريس تشير إلى أن المساعي جارية على قدم وساق، ولكن ليس هناك أي حلول أو توصل إلى صيغة ما يمكن تسويقها خلال أيام، أو حتى أسابيع نظراً للتعقيدات المحيطة بالملف الرئاسي بفعل الخلافات بين مكونات المجتمع اللبناني ولا سيما أن بعض التدخلات اقليمية وسياسات المحاور لهذا الطرف أو ذاك، فإنها تعمّق من جراح هذه الأزمة، ولكن يمكن القول أن ما تقوم به فرنسا وأكثر من دولة ولا سيما الفاتيكان يبقي بوادر الحل مطروحة على بساط البحث توصلاً لاتفاق قد يُعمم في أي توقيت في حال سارت الأمور على ما يرام.