Site icon IMLebanon

باريس أوقفت محرّكاتها و «المبادرة» في إجازة طويلة

 

تنفي جهات سياسية متابعة لمسار تأليف الحكومة، وللتطورات الحاصلة بشكل عام، كل ما يحكى عن إيجابيات، ويحمل الكثير من المبالغة، وتكشف أن أحد النواب السابقين تلقى اتصالاً من مستشار الرئيس الفرنسي السفير الفرنسي السابق في لبنان إيمانويل بون، يؤكد فيه بأن باريس أوقفت محرّكاتها بشكل تام، ولم تعد تتدخّل في الملف اللبناني. ولذا، فإن المبادرة الفرنسية موجودة ولكنها في إجازة قد تطول، إذ ليس هناك من أي دور فرنسي بغية ترقّب الأجواء الأميركية وما تقوم به واشنطن على خط التفاوض مع طهران ليبنى على الشيء مقتضاه في لبنان. وبالتالي، فإن زيارة منسّق مؤتمر «سيدر» بيار دوكان، تأتي في إطار اللقاءات الدورية التي تعقد مع اللجنة المكلّفة بهذا المؤتمر، وعليه ليس للزيارة إلى بيروت، أي هدف سياسي، لا سيما في ما يتعلق بالمبادرة الفرنسية بمعنى أنها مفصولة تماماً عن هذه المبادرة والإتصالات الجارية لتأليف الحكومة.

 

من هذا المنطلق، يستدل بأن هناك ترقّباً، بحسب ما يشير إليه النائب السابق، والمرتكز على عناوين أساسية، أبرزها الدور الذي تقوم به موسكو وتواصلها مع سائر الأطراف اللبنانية ومعرفة نتائج زيارة وفد حزب الله إلى العاصمة الروسية. يضاف إلى ذلك، معطىً آخر يتمثل بالدور الذي يقوم به اللواء عباس ابراهيم من لقاءات مكوكية مع المعنيين بالتأليف، إلى مرجعية بكركي، حيث ثمة أجواء بأن دور اللواء ابراهيم يحظى بدعم دولي ويلاقي قبولاً من جميع الأطراف في الداخل، وذلك في موازاة جولات الرئيس الحريري لعواصم عربية وخليجية وأوروبية، لأن كل هذه العناوين إنما تدخل في حركة المشاورات الجارية لولادة الحكومة العتيدة.

 

وفي المقابل، كشف النائب نفسه، عن خطوط أخرى تمثّلت بمواقف كل من واشنطن وباريس وأكثر من عاصمة خليجية، ولا سيما الرياض وصولاً إلى القاهرة، وهي التي ستحسم مسار التأليف من عدمه، أو هي من سيحدّد ما سيكون عليه الوضع في لبنان في المستقبل القريب، مع العلم أن هذه العواصم تعمل على أولويات وملفات تتخطى الوضع في لبنان في هذه المرحلة، وأبرزها الملف النووي الإيراني، كما ملفات اليمن وسوريا والعراق، مما يؤشّر إلى صعوبة إخراج لبنان من أزماته، وبالتالي، فإن لا حكومة في المدى المنظور إلا في حال حصلت تطوّرات دراماتيكية في لبنان، قد تؤدي إلى مؤشرات خطيرة من خلال تدهور أوضاعه الإقتصادية والإجتماعية، وفي ضوء التقارير الأمنية التي تشير إلى عودة مسلسل الإغتيالات والإهتزازات في هذه المنطقة وتلك.

 

واعتبر النائب نفسه، أنه في هذه الحال قد يتم تمرير الحكومة من خلال تسوية سريعة دولية ـ إقليمية، وبمعنى آخر، أن لبنان سيشهد حالة هرج ومرج وانفلات في الساحات والشوارع وفوضى عارمة واستمرار الإنحدار في العملة الوطنية بشكل مريب، ودعا إلى تحصين المناطق والبلدات والقرى قبل الوصول إلى ما لا يحمد عقباه، كاشفاً بأن الإتصالات التي أجريت مع أكثر من دولة غربية وعربية بشأن دعم لبنان، لم تلق آذانا صاغية، وبمعنى أوضح، أن هؤلاء لا يرغبون بالمساعدة، لجملة اعتبارت سياسية وحسابات إقليمية، ما يعني أن البلد بات في وضعية هي الأخطر في تاريخه، محذراً من الإستهتار بكل ما يجري، لأن «الآتي أعظم».