لفتت اوساط سياسية متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي الى ان المعلومات المتوفرة من جهات محلية واقليمية لا توحي بالاطمئنان لناحية انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية وهنالك اجواء مفادها أنه في حال لم يحصل انتخاب الرئيس خلال شهر فعندئذ الأمور سوف تصبح معقّدة جداً وخطيرة نظراً لما يحيط بالساحتين الداخلية والاقليمية من مناخات غير مريحة جراء تنامي الإرهاب وغياب الحلول للملفات الداخلية وأيضاً صعوبة المفاوضات التي ستحصل في موسكو وترقّب ما سيؤول اليه الملف النووي الايراني، كذلك إن كلام الرئيس الايراني حسن روحاني حول انخفاض أسعار النفط وتعرّضه للرياض ولدول الخليج بمعنى أنهم سيندمون، فذلك، لا يصبّ في خانة التقارب بين الرياض وطهران وأيضاً يدلّ على أن الأوضاع لا زالت قاتمة وانقشاع رؤية الاستحقاق الرئاسي تبدو صعبة المنال، ناهيك الى تشويش البعض على الهبة السعودية للجيش اللبناني، ما اضطرّ قائد الجيش العماد جان قهوجي الى قطع دابر هذه التأويلات والفبركات والتحليلات والنوايا المبيّتة للتشويش على هذا الدعم غير المسبوق الانجاز التاريخي عبر مكرمة الرياض لتسليح المؤسسة العسكرية.
واكدت الاوساط ان ما يجري يكتنفه الغموض خصوصاً على مستوى الاستحقاق الرئاسي، فالحوارات الجارية بين المكوّنات السياسية الأساسية المسيحية والاسلامية تريح الشارع وتنفّس الاحتقان المذهبي والطائفي وانما لا تُنتج رئيساً للجمهورية، وفي غضون ذلك ثمّة أجواء ينقلها أحد الوزراء بما معناه أن باريس غير متفائلة بانتخاب الرئيس في وقت قريب ولعلّ فشل مهمة موفدها الى المنطقة جان فرنسوا جيرو في طهران لدليل على هذا الكمّ الهائل من التعقيدات المحيطة بالاستحقاق الرئاسي.
وفي سياق آخر، استرعى التواصل والتناغم في المواقف السياسية بين القوى المسيحية والمملكة العربية السعودية، ذلك ما تبدّى من خلال الزيارات المتعاقبة من المؤسسات المسيحية الفاعلة الى السفارة السعودية بحسب مصادر في تيار المستقبل، دون إغفال زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى الرياض منذ اسابيع قليلة والأمر عينه للنائب سامي الجميّل، وبالتالي هنالك أجواء وتوقّعات حول احتمال قيام شخصيات أخرى بزيارة المملكة التي تؤكد أن أبوابها مفتوحة أمام الجميع.
وهنا تجدر الاشارة الى زيارة الرابطة المارونية للسفير السعودي علي عيواص عسيري منذ فترة ليست ببعيدة، وحينها أكد عسيري على دور المسيحيين وتاريخهم وحضورهم، والأربعاء المنصرم كانت زيارة رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الى السفارة السعودية واللقاء مع السفير عسيري، وعُلم في هذا الصدد بأن الخازن بدا مرتاحاً لما سمعه من السفير السعودي وإشادته بدور المسيحيين واصرار المملكة على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، اي انتخاب الرئيس المسيحي الماروني وذلك ما تشدّد عليه الرياض والى كل ما يؤدّي للاستقرار في لبنان وإشارتها الى مكافحة الارهاب ونبذه ومن أية جهة كان وتلك من الثوابت والمسلّمات بالنسبة اليها، تالياً قدّر الخازن المكرمة السعودية للجيش اللبناني والتي من شأنها أن تساهم في تطوير قدرات الجيش القتالية وحيث تضطلع المؤسسة العسكرية بدور أساسي في محاربة الإرهاب وصون السلم الأهلي الى جانب القوى الأمنية كافّة. ويُنقَل عن رئيس المجلس العام الماروني أنه لمس بما لا يقبل الجدل أن السعودية تسعى لإمرار الاستحقاق الرئاسي في لبنان وتقريب المسافات دون أي تدخلات لا في الاستحقاق او اي شأن آخر لا من قريب أو بعيد، تالياً ليس لديها مرشّحون أو أنها تسعى لتزكية هذه الشخصية أو تلك.