Site icon IMLebanon

القاهرة “تدفش” الرياض إلى بيروت… وتدخّل “الجامعة” مؤجّل!

 

عادت الإتّصالات الدولية إلى زخمها حول لبنان بعد اللقاء الخُماسيّ في باريس، والذي وضع معايير وشروطاً على الطبقة السياسية اللبنانية، ويبدو حتى الساعة أن رياح التسوية لم تلفح الساحة اللبنانية ما يُبقي الوضع الداخلي على تعقيداته. وساهم لقاء باريس في خلق حيوية دولية أحاطت الإستحقاق الرئاسي والأزمة السياسية، وجاء في سياق التأكيد على أهمية الغطاء العربي والدولي الذي يلفّ لبنان والذي يمنع سقوطه رغم كل هذه الإنهيارات الحاصلة.

 

بات واضحاً أنّ اللقاء الباريسي رمى جزءاً كبيراً من المسؤولية على القادة اللبنانيين على اعتبارهم المسؤولين المباشرين عن معاناة الشعب. لكن الأهم من المواقف العربية والدولية المعروفة، إستكشاف مدى عودة الإهتمام الخليجي عموماً والسعودي خصوصاً بلبنان وعمّا إذا كانت هناك خطّة للتدخّل في وقت قريب وحاسم، وذلك بعد بروز كلام إيجابي من الخارجية السعودية أمس حول الأزمة السورية وكيفية التعامل معها، ما يفتح باب الحلول في لبنان والمنطقة.

 

وتروي مصادر دبلوماسية مطّلعة كيف تفعّل إهتمام الرياض بلبنان، والسبب يعود إلى أمرين: الأول هو أميركي بحت والثاني عربي أتى من القاهرة.

 

تريد واشنطن بقاء لبنان مستقراً ويسير وفق «الستاتيكو» القائم أي لا إنقاذ ولا إنهيار، وهذا الأمر أبلغته رسمياً إلى الرياض، لذلك خفّفت المملكة العربية السعودية إجراءاتها تجاه لبنان والتي كانت وصلت حدّ المقاطعة، وانعكس هذا الطلب الأميركي خليجياً أيضاً، وتُرجم بالمساعدة القطرية العاجلة للجيش اللبناني على اعتبار أنّ انهيار الجيش يُشكّل المرحلة الأخيرة من سيطرة «حزب الله» على الدولة اللبنانية.

 

ومن جهة ثانية، فقد بادرت القاهرة باتجاه الرياض وأقنعتها بعدم ترك لبنان وحيداً وفريسة للأطماع الإيرانية، خصوصاً أنّ الإبتعاد العربي عن الساحة اللبنانية يجعل طهران اللاعب الأساسي ويساعدها هذا الأمر على توسيع نفوذها في لبنان والشرق. وأمام هذه الوقائع، استعادت مصر زمام المبادرة والتحرّك، فالرياض مشغولة بشكل أساسي وكبير بحرب اليمن ويهمّها إنهاء المعركة لصالحها، في حين تملك القاهرة قوة معنوية عربية كبيرة وبإمكانها التحرّك في كل الساحات.

 

وتسعى القاهرة إلى استعجال الحلّ اللبناني عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية بدأت ملامحه تظهر لكن من دون أن تدفع هي بالاسم أو تلوّح بلائحة أسماء مرشّحة. ويُنتظر تفعيل القاهرة حراكها بالتنسيق مع الرياض في الأيام المقبلة تحت عنوان حماية إستقرار لبنان والمساعدة في حلّ الأزمة الرئاسية والسياسية. كذلك تنشغل القاهرة بأزمتها الإقتصادية وتدهور سعر صرف الجنيه، لكن هذا الأمر لم يُلهِها عن متابعة أوضاع المنطقة العربية وعلى رأسها لبنان.

 

وتُبقي القاهرة خطوط التواصل مفتوحة مع معظم الأفرقاء اللبنانيين، وتحاول الوصول إلى تسوية تُقنع الدول المانحة وعلى رأسها السعودية بمساعدة لبنان إقتصادياً، لكن الجواب السعودي كان واضحاً: لا مساعدات بلا إصلاح إقتصادي وخروج السلطة من قبضة «حزب الله» وطهران. لن يكون هناك موفد مصري رسمي إلى لبنان، في وقت يتمّ الحديث عن إمكانية زيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى بيروت، لكن حتى هذا الأمر لم يتأكّد لأن أي زيارة لن تتمّ إذا لم تكن هناك مبادرة كاملة متكاملة أو إذا لم تكن الأرضية جاهزة للحل.

 

ويأتي الحديث عن زيارة وفد «الجامعة العربية» إلى بيروت مع تزايد الكلام عن ضغط عربي ودولي من أجل إتمام الإستحقاق الرئاسي، وسبق أن قام الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بزيارة إلى بيروت في وقت سابق من دون أن يحمل أي مبادرة رئاسية أو سياسية أو يقدّم طروحات وأفكاراً للحلّ.

 

ولم تُمنح «الجامعة العربية» أي ضوء عربي، سواء أكان سعودياً أم مصرياً، للتحرّك على الأرض اللبنانية، لذلك يتمّ التريّث لكي لا تغرق أي مبادرة في وحول الأزمة اللبنانية، لأن النية العربية إيجاد حلّ خلال وقت قصير.