يكتنف الغموض الأجواء على الساحة الداخلية، في ظل معلومات أن ما جرى ويجري في الخارج لم يؤدِّ الى أي إنجاز يمكن وصفه في هذه المرحلة في ظل عدم توصل الأطراف المعنية الى حل للمعضلة اللبنانية وتحديداً الاستحقاق الرئاسي، وبمعنى آخر ان المعارك الميدانية الجارية بين روسيا وأوكرانيا خطفت الأنظار، وينقل أحد العائدين من باريس أنه سمع كلاماً أن الأولوية الأوروبية والدولية وتحديداً في واشنطن هي للحرب الروسية – الأوكرانية على ضوء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إليها منذ أيام وصولاً الى زيارات كبار المسؤولين الأوروبيين الى كييف، وقد يزورها في وقت قريب أكثر من مسؤول أوروبي، ما يعني أن هذه الحرب متّجهة الى مرحلة التطورات الدراماتيكية ومن الطبيعي أن ارتداداتها ستصل الى لبنان وأقلّه على الوضع الاقتصادي، حيث الاقتصاد العالمي يعاني لا سيما في أوروبا ولبنان من الأساس بلد مفلس ويعاني أزمات حياتيّة كثيرة.
من هنا، يؤكّد هؤلاء أن ما يجري اليوم في الخارج وتحديداً من قبل الدول الخمس التي إلتقت في باريس هو إمكانية التوصل الى صيغة رئاسية تقبل بها كل الأطراف اللّبنانية، وعلى هذه الخلفية تنتظر توافق الكتل النيابية على مرشح رئاسي لتشكّل هذه الدول غطاءً اقتصادياً من أجل خروج لبنان من أزماته وتخفيف معاناة شعبه درءاً من أي اضطرابات أمنية بعدما وصلت تقارير من أكثر من دولة تبدي قلقها ومخاوفها من أن يدخل لبنان في أجواء أمنية قد يصعب عليها معالجتها لا سيما أن أرض لبنان خصبة وهناك تواجد لأكثر من مليوني نازح سوري وفلسطينيين وأطراف أصولية، مما يصعّب مهمة معالجة الوضع في حال تدهور الأوضاع الأمنية وبالتالي تؤكد المعلومات أيضاً أن الأيام القليلة المقبلة ستوضح آلية تحرك الدول الخمس من أجل خروج لبنان من أزماته.