IMLebanon

فرنسا ولبنان: دورٌ وهَمٌّ

 

 

ليست المرة الأولى التي يستقبل رئيس فرنسا مسؤولين لبنانيين كباراً، ولكن تخصيص إيمانويل ماكرون ثلاث ساعات متواصلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون ليس بالأمر البسيط، فقد أوجد نزيل قصر الإليزيه هذا المتّسَع من الوقت بالرغم من مشاغله الداخلية وهو يرى شعبيته تتقلّص، واهتماماته الدولية من أوكرانيا الى قطاع غزة، وهمه الأفريقي حيث تتقلص رقعة النفوذ الفرنسي في القارة السمراء الى أدنى مستوى أمام الزحف الأميركي، والتمدد الصيني.

 

ويعاني سيد قصر الإليزيه إصداعاً لبنانياً غير مسبوق في تاريخ العلاقات العريقة بين البلدين، منذ مبادرته التي انقلبت نتائجها عليه مرتين: الأولى يوم أطلقها والثانية يوم تراجع عن مضمونها: في الحال الأولى تسبب ماكرون باستياء كبير لدى معارضي معادلة سليمان فرنجية ونواف سلام، وفي الحال الثانية (التراجع والقول بـ «الورقة الثالثة») أثار استياء الثنائي الشيعي الى حد كبير.

 

والواقع يقتضي القول إن الأميركي لعب دوراً بارزاً في دفع ماكرون الى التراجع بعدما أقفل في وجهه الطريق من خلال تأليب بعض الذين «يسمعون الكلمة» ممن تمون عليهم واشنطن كتلاّ ونواباً مستقلين لعدم القبول بالمبادرة الفرنسية فانضموا الى معارضي وصول فرنجية الأساسيين، وأصبح هؤلاء أكثرية الأقلّيتَين (النواب مويّدو فرنجية، والنواب معارضو انتخابه رئيساً).

 

الى ذلك استأثر اللقاء اللبناني – الفرنسي بقضيتَين بارزتين تضغطان بقوة وثقل كبير على لبنان وهما إمكان تحول «حرب المشاغلة» في الجنوب الى حرب شاملة، وأزمة النزوح السوري. وإذا كان الفرنسي ليس كبير تأثير على الاحتلال الإسرائيلي في شأن توسيع رقعة الحرب على لبنان، إلّا أنه أكثر فاعليةً في شأن النزوح قدْرَ ما هو دور فرنسا الأكيد فاعلٌ داخل الاتحاد الأوروبي الذي أدّى موقفه من النزوح السوري الى إلحاق ضرر ملموس بلبنان. وفي المعلومات أن ماكرون يدعو الى احياء اتفاق الهدنة (1949) وتفعيل دور «اليونيفيل» بموجب القرار 1701 (2006).