Site icon IMLebanon

باريس للعبادي: أوقفوا الضغائن

عشية الاجتماع الذي تعقده دول الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب في باريس اليوم، تلقت الحكومة العراقية سيلاً من الانتقادات الضمنية لسياستها المتبعة في مواجهة تنظيم “داعش”.

الجنرال جون آلن منسق الائتلاف كان في بغداد أمس وأبلغ وزير الدفاع خالد العبيدي صراحة، ان سقوط الرمادي شكّل احباطاً لدول الائتلاف التي “لا يمكنها تحرير الأراضي العراقية نيابة عن العراقيين لأن هذه المهمة مسؤوليتهم”!

حيدر العبادي سيحضر المؤتمر الذي يعكس الارادة المشتركة لدحر الارهابيين، لكن الناطق باسم الخارجية الفرنسية يقول ان هدف الاجتماع هو توجيه رسالة صارمة في شأن ضرورة التوصل الى حلول سياسية دائمة للأزمة العراقية لأنها السبيل لمحاربة التنظيم الارهابي بفاعلية.

العبادي أّكّد لدى استقباله آلن أهمية مساعدة الائتلاف للعراق “الذي يخوض حرباً لتخليص البلد والعالم من خطر هؤلاء وارساء السلام في العالم”، لكنه سمع ويسمع كلاماً واضحاً عن انه ليس هناك في عواصم الائتلاف، من لا يدعو وباصرار الى الاسراع في ارساء السلام بين مكونات الشعب العراقي من طريق التوصل الى حلٍ سياسي شامل لتحقيق مصالحة وطنية وبناء ديموقراطية تستوعب جميع العراقيين.

هذا الكلام يأتي على خلفية الشرخ المذهبي الكبير والمتّسع بين السنّة والشيعة والذي بدأ منذ ايام نوري المالكي وسياساته الاقصائية واستمر مع حكومة العبادي الذي لم يتمكن من تنفيذ بيان وزارته عن تسليح كل المكونات العراقية ودعمها وتمويلها لكي تتمكن من مواجهة “داعش”، الذي تغوّل في توسعه في العراق مع ان العشائر السنّية في الأنبار سبق لها ان هزمت “القاعدة” وأعلنت الاستعداد لقتال “داعش”، وطالبت بالدعم والسلاح لكنها لم تحصل على أي شيء!

ثم كانت المفاجأة الصاعقة في انسحاب الجيش من الرمادي وترك أسلحته التي استولى عليها “داعش”، وقد وجد البعض في عملية الانسحاب الملتبس مقدمة متعمّدة لدخول الايرانيين على رأس “الحشد الشعبي” الشيعي لتحرير محافظة الأنبار التي تشكّل خاصرة على الحدود السعودية والاردنية !

كيف سيردّ العبادي لو واجه سيلاً من الأسئلة عن التعديات المتصاعدة وآخرها مثلاً حرق سنّي”داعشي” في الفلوجة، وعمليات تدمير منازل السنّة وتهجيرهم بعد تحرير بعض المناطق في صلاح الدين، وكذلك عما حصل بعد تحرير محافظة بابل، وبماذا يمكن ان يردّ على التساؤلات عن منع الهاربين من الأنبار من دخول بغداد وعن الخلاف على العنوان الذي أُطلق بداية على عملية تحرير الرمادي ثم عُدّل منعاً لاستفحال الضغائن المذهبية ؟

وبماذا يرد لو قيل له: لماذا تحرقون الناس وكيف تطلب مساعدة اميركا ودول الائتلاف ولكن قاسم سليماني الذي يصول ويجول عندك في العراق يتهم اميركا بالتآمر والائتلاف بالفشل؟