IMLebanon

الأحداث الباريسيّة تداعياتها سلبيّة على المنطقة ولبنان

انصبت اهتمامات اللبنانيين على ما يجري في فرنسا لما تنطوي عليه هذه الأحداث من أهمية كبيرة وتحديداً على المستوى اللبناني، لما يربط باريس بلبنان من علاقات تاريخية ووثيقة الى الدور الفرنسي الذي يضطلع به جان فرنسوا جيرو تجاه لبنان حول الملف الرئاسي والذي يبقى الحراك الأبرز على المستوى الاوروبي والدولي.

وعود على بدء، فإن ما حصل في باريس من أعمال ارهابية، أرخى بظلاله على الداخل اللبناني وخطف الأضواء على المستوى الدولي بشكل عام، اذ تكشف أوساط سياسية لبنانية مطلعة على مجريات الأوضاع الدولية، عن ان الحدث الباريسي سيكون له وقعه لبنانياً وخصوصاً على مستوى المنطقة وما يجري من حروب من اليمن الى العراق وسوريا، اذ لباريس خصوصية عربية ولبنانية وموقفها ودورها واضحان تجاه الملف اللبناني ونظرتها للحرب الدائرة في سوريا، وبالتالي ثمة توقعات بأن تترك الاحداث الباريسية تداعياتها على جملة عناوين تحفل بها الساحتان اللبنانية والاقليمية – اذ على الصعيد اللبناني، ان خصوصية العلاقة بين البلدين لها أهميتها ومن هذا المنطلق جاءت الاستنكارات من القيادات والزعامات اللبنانية ولا سيما الموقف الأبرز للرئيس سعد الحريري، اضافة الى أن باريس تتولى دوراً أساسياً لإنضاج الحلّ في لبنان، وخصوصاً سعيها لانتخاب رئيس للجمهورية. ومن هذا المنطلق تأتي مهمة الموفد جان فرنسوا جيرو ما يعني وفق أجواء مستقاة من أعلى المراجع بأن هناك ترتيبات فرنسية وأوروبية ستحصل قريباً جداً على كافة المستويات بعد دخول الارهاب الى باريس إن على المستوى الاجراءات الأمنية او حتى اعادة النظر في بعض المواقف والأمور السياسية تجاه الوضع الاقليمي ومن الطبيعي أن لبنان سيتأثر كثيراً كونه يعول على الدور الذي يقوم به جيرو والمغطى أميركياً ودولياً من دون أن ننسى أنه زار الفاتيكان قبل نهاية العام الفائت وكان بصدد ترتيب جولة جديدة له الى طهران والرياض ومن ثم بيروت لتحريك الموضوع الرئاسي.

وأخيراً وعلى مستوى المنطقة، يرتقب أن يكون لباريس والاتحاد الاوروبي موقف حاسم تجاه الارهاب وبعض المنظمات الارهابية الى أمور عديدة تتعلق بهذا الشأن قد تصدر تباعاً الى عقوبات بحق بعضها وذلك موضع دراسة الى حين انتهاء التحقيقات ازاء العمل الارهابي الذي أودى بعدد كبير من الصحافيين والمواطنين ورجال الشرطة الفرنسيين.

في غضون ذلك يتوقع أن يعاد خلط الاوراق في المنطقة على ضوء ما يجري في أوروبا لا سيما ان ذلك ليس صدفة انما له وفق المراقبين والمطلعين، صلات وثيقة بأحداث المنطقة من اليمن الى العراق وسوريا. وعليه فان لبنان أكثر المترقبين لانعكاسات هذه الاعمال على وضعيته الداخلية كونه يعوّل على باريس ودعمها التاريخي للبناني ودورها الأخير عبر جيرو وإن كانت فرنسا باقية على علاقاتها ودورها حول لبنان إنما من الطبيعي ما حصل عندها لن يمر مرور الكرام بل ستعيد نظرتها وتتخذ اجراءات وتدابير حازمة ستطاول الدول العربية برمتها، ما يعني أن الاستحقاق الرئاسي سينال حصته حيال هذه الاحداث وهو أصلاً عالق في الشباك الاقليمية منذ تأزم الأوضاع في سوريا وتنامي الخلاف بين ايران والرياض فكيف الحال اليوم في ظل هذه المعمعة الاقليمية والدولية ربطاً لما جرى مؤخراً في باريس.