IMLebanon

بري يُواكب تسوية “باريسيّة”… والتوافق الداخلي دونه عقبات

 

أكدت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الرابعة، وبالملموس أن هناك صعوبات تمنع انتخاب الرئيس الجديد من خلال التوافق الداخلي، نظراً للهوّة التي تفرّق الكتل النيابية برمتها، إذ لم تفلح الإتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية في إحداث أي خرق لرفع عدد أصوات المرشّح الرئاسي النائب ميشال معوّض، والأمر عينه للطرف الآخر، الذي حتى الآن لم يسمِّ أي مرشّح، ويعتبر في الوقت عينه، أن معوّض مرشح تحدٍّ، ممّا يرفع من منسوب الإنقسام والمواجهة السياسية بين الطرفين المتناقضين.

وفي المقابل، تؤكد أوساط قريبة لما يحصل، أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ابتكر الدعوة إلى طاولة حوار، وهو يدرك سلفاً أن ثمة صعوبة لعقد هذه الطاولة، نظراً للإختلافات السياسية والنيابية ولجملة اعتبارات، لذلك، فإن الخيار الذي بات يشكّل اقتناعاً وإجماعاً لدى الملمّين بملف الإستحقاق الرئاسي ووضع البلد بشكل عام، هو خيار التسوية. وبناءً عليه، تنقل الأوساط المتابعة نفسها، عن شخصيات سياسية زارت باريس أخيراً تأكيدها، أن تقدّماً حصل على خطّ التسوية الرئاسية، ليأتي الحلّ في لبنان بعد انتخاب الرئيس أكان على صعيد تشكيل حكومة جديدة، أو عقد مؤتمر للدول المانحة ودعم لبنان. لذلك فإن المساعي جارية في هذا السياق، وقد تصدر خلال اليومين المقبلين مواقف فرنسية تصبّ في هذا المنحى، ربطاً باقتراب نهاية العهد الحالي، وتجنباً لامكان حصول فوضى أو صدامات لحظة مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا.

وكشفت هذه الأوساط، أن هذه المسألة تحظى باهتمام المواكبين وقادة الأجهزة الأمنية وتالياً الجيش اللبناني، وعلى هذه الخلفية تقوم باريس بالتواصل والتنسيق مع الدول المعنية بالملف اللبناني بجهود واتصالات مكثفة لهذه الغاية، والأمور تسير بخطى ثابتة، وبعيداً عن الأضواء والإعلام، لا سيما حول تسمية من تراه العاصمة الفرنسية مناسباً ليكون رئيساً للجمهورية. وفي هذا الإطار، تتحدث الأوساط ذاتها، عن أن التداول يتمّ ببعض الأسماء، والأهمّ أنها انطلقت لتسويقه بين الكتل النيابية وأحزاب ومرجعيات سياسية لبنانية، إضافة إلى أن رئيس المجلس النيابي هو في صورة ما يجري في الخارج، ليبني على الشيء مقتضاه داخلياً.

وعطفاً على هذه الأجواء والمعطيات، فإن المعلومات تشي بحصول تطورات مرتقبة قبيل خروج الرئيس عون من بعبدا وانتهاء ولايته، ولكن السيناريوهات المطروحة تبقى غامضة ومقلقة في آن، فثمة من يشير إلى أن الحكومة صعبة المنال، إلاّ في حال استجدّ أي مؤشّر لولادتها، مع تأكيد المتابعين بأن المساعي على خطّ بعبدا والسراي وميرنا الشالوحي قد توقفت كلياً في الساعات الماضية، لاقتناع الجميع بأن الأمور هي أكثر تعقيداً، ولا أحد قادر من موقعه أن يقدم أي تنازلات، ولذا، فإن المعركة باتت رئاسية وكلٌ يرفع سقف مطالبه، لا سيّما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، غير المستعدّ للتنازل عن أي ورقة سبق وأن قدّمها ورفضها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وكذلك يفعل ميقاتي بوضع العصي في الدواليب.