IMLebanon

المجلس القادم مشرذم

 

 

لن يأخذ أحد الأكثرية في المجلس النيابي القادم، بل سيكون مجلس النواب مشرذما فالثنائي الشيعي الوطني مع حلفائه سيشكلون كتلة وازنة كبرى، والقوات اللبنانية وحزب الكتائب سيشكلان كتلة وازنة أيضا، وسيأتي الى المجلس النيابي ما بين 10 الى 15 نائبا مستقلاً أو مجتمع مدني أو من الـ 8 الذين استقالوا.

 

ولن يغيّر وضع البلاد شيئا في المجلس القادم، بل سيزيده انقساما، وبخاصة الانقسام بشأن سلاح المقاومة.

 

أمس تحدثنا عن السياسة الدفاعية ونعود فنسأل هل لدى لبنان طائرات تستطيع التفوق على طيران العدو الإسرائيلي؟ والجواب هو كلا.

 

هل لدى الجيش اللبناني صواريخ أرض – جو تنشئ حماية جوية للأهداف الأرضية؟ والجواب هو كلا.

 

ولا نريد أن نستفيض لأن دول العالم لم تقدم للبنان ورفضت بيعه أسلحة تجعله قادرا على ردع جيش العدو الإسرائيلي.

 

لا بل إن الدولة اللبنانية لم تخصص من خسائر الكهرباء التي وصلت الى 45 مليار دولار، 10 مليارات دولار تسلح بهم الجيش اللبناني حتى وصل الامر في زمن الانهيار الى انقطاع وجبة اللحم عن مائدة الجيش اللبناني.

 

وجيشنا بطل وجيشنا أشجع من الجيش الإسرائيلي العدو وجيشنا مقاتل الى حد الشهادة ولو أنه لا يملك السلاح بالحد الأدنى لردع العدو الإسرائيلي.

 

فكان الحل بأن المقاومة تسلحت بالصواريخ وضاعفت عددها عما كان في زمن عدوان إسرائيل سنة 2006.

 

وأهم ما في الأمر، أن المقاومة امتلكت الصواريخ الدقيقة الإصابة حتى باتت فلسطين المحتلة تحت مرمى هذه الصواريخ الدقيقة الإصابة والجيش الإسرائيلي لا يرى أمامه أي موقع لحزب الله ليقصفه، فيلجأ الى قصف البنية التحتية في لبنان وقصف الجسور والمباني المدنية، ومع ذلك لا يستطيع اسكات الصواريخ التي تطلقها المقاومة على مراكزه في فلسطين المحتلة. لذلك جيش العدو الإسرائيلي هو أعمى بالنسبة لكشف مواقع المقاومة التي هي كلها مخفية ولا تظهر ويتلقاها العدو الإسرائيلي دون أن يستطيع منعها من قصف مراكزه وبنيته التحتية ومدنه ومطاراته ومرافئه البحرية، وبالتالي تحقق المقاومة مبدأ الردع الكافي لصد أي عدوان إسرائيلي على لبنان.

 

يجب على اللبنانيين أن تهمهم فلسطين وتهمهم القدس، فليس عندهم أغلى من كنيسة القيامة كمركز يصلون فيه وبيت لحم حيث ولد السيد المسيح عليه السلام، وهما المركزان التاريخيان اللذان يشهدان على ولادة السيد المسيح وعلى استشهاده على الصليب خلاصا للبشرية.

 

منذ 16 سنة، منذ عدوان 2006 لم يتجرأ العدو الإسرائيلي على ارسال طائرة واحدة تقصف على الأراضي اللبنانية بعدما كانت تقصف تلال الناعمة على حدود مطار بيروت ويؤدي ذلك الى اغلاق المطار.

 

إسرائيل التي هاجمت مطار بيروت عام 1968 ودمرت طائراته المدنية ونسفتها ولم تحصل مقاومة ضدها واستقال يومذاك المرحوم العميد ريمون اده، لم تعد تتجرأ على الطيران فوق مطار بيروت لتلقي قنبلة صغيرة أو تخرق جدار الصوت على نحو منخفض.

 

نحن اليوم ردعنا العدو الإسرائيلي وطريقنا الى فلسطين أصبحت أقرب والمخطط الأميركي الصهيوني السعودي يقوم بحملات التشهير والتضليل ضد المقاومة، ولولا أن العدو الإسرائيلي لم يستشعر الخطر من صواريخ المقاومة ومن قتال المجاهدين في الانفاق وأيضا وجها لوجه كما حصل في الخيام وبنت جبيل، لما كان يجري الان مناورات جيش لحرب طويلة الأمد.

 

وهذه الحرب الطويلة سترتد عليه والمقاومة تأخذ الحيطة والحذر وأساليب القتال العنيف. لذلك يقوم حاليا الجيش الإسرائيلي بأكبر مناورة في تاريخه لفترة تمتد شهورا وشهورا وكلما امتدت هذه الحرب سيكون ذلك لمصلحة المقاومة لأن مجاهدي المقاومة قادرون على الحاق الهزيمة بجيش العدو.

 

شرحنا كل ذلك وانطلقنا من المجلس النيابي القادم المشرذم ونقول كفّوا عن الطلب بنزع سلاح المقاومة.

 

فإذا كنتم تعتقدون أن لدى إسرائيل نيات طيبة تجاه لبنان فهذه مصيبة كبرى لأن إسرائيل لا تضمر الا الشر للبنان والهيمنة عليه والعدو الإسرائيلي لن ينجح في أي حرب يخوضها ضد المقاومة.

 

كل ما يمكن أن يفعله مجلس النواب القادم هو وضع سياسة دفاعية واقعية وحقيقية، وعندئذ سيتأكد للبنانيين أن سلاح المقاومة أكثر من ضروري وهو ضمانة لسيادة لبنان وهو اللوائح السيادية وهو الذي حرر لبنان وأعاد السيادة اليه.

 

فكفوا عن الحديث عن نزع سلاح المقاومة الا اذا كنتم مقتنعين بالتطبيع مع إسرائيل والركون الى طيبة القلب التي تقتل لبنان ولا تفيده.

شارل أيوب