Site icon IMLebanon

“بروفا المجلس”… إنتخابات 1970 قد تتكرّر في خريف الرئاسة!

 

أتمّ مجلس النواب مهمّته الأولى فأعاد انتخاب نبيه برّي رئيساً له، وانتخب الياس بو صعب نائباً للرئيس، في حين تبقى العبرة في إطلاق عمل العجلة التشريعية.

 

شكّلت انتخابات الأمس اختباراً جدّياً لكل القوى السياسية، وأثبتت أن «حزب الله» لا يزال «مايسترو» الحركة وضابط إيقاعها في أجنحة 8 آذار، فقد نجح بتمرير إنتخاب برّي من الدورة الأولى، واستطاع أن يؤمّن فوز بو صعب من الدورة الثانية، في حين أن القوى المناهضة للثلاثي حركة «أمل» – «حزب الله» ـ «التيار الوطني الحرّ» ظهرت بمظهر غير متماسك وقسم منها يفتقد إلى الخبرة في التعامل مع هكذا مناسبات، فكانت النتيجة خسارة مرشّح المعارضة النائب غسان سكاف نيابة الرئاسة لمصلحة بو صعب.

 

وبعيداً عن تقييم أداء كل كتلة، فقد أظهرت إنتخابات المجلس أن الأكثرية متحرّكة وهذا ما قاله رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل بعد إنتهاء الجلسة.

 

وفي نظرة على الأرقام، فقد نال كل من برّي وبوصعب 65 صوتاً مقابل 63 صوتاً ضدّهما، وبالتالي فإن نائباً من هنا أو نائباً من هناك سيقلب الأكثرية رأساً على عقب.

 

إذاً، فاز برّي وبو صعب بأغلبية صوت واحد، ما يُعيد إلى الأذهان صورة معركة 1970 الرئاسية، وكم يشبه الأمس اليوم، ففي تلك الفترة خرج «الحلف الثلاثي» المؤلّف من الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون إده منتصراً من معركة 1968 النيابية، وقد اجتاحوا الأقضية ذات الأغلبية المسيحية وهزموا العهد والنهج الشهابي، لكنهم كانوا يفتقدون إلى الأكثرية فرشّحوا النائب سليمان فرنجية المنتمي إلى كتلة «الوسط»، في حين رشّح النهج الشهابي حاكم مصرف لبنان الياس سركيس، وجرت الإنتخابات وفاز فرنجية على سركيس بفارق صوت واحد ونال 50 صوتاً مقابل 49 لمنافسه في مواجهة لم يتخلف عنها أي من النواب الـ99.

 

ويبدو أن مشهد الخريف المقبل بالنسبة إلى الإستحقاق الرئاسي لن يختلف كثيراً إذا ما تُركت اللعبة للمجلس النيابي، خصوصاً وأن لا أغلبية لأي فريق، ولا يوجد مرشّح بارز، كذلك فإن «حزب الله» الذي عطّل جلسات إنتخاب الرئيس طوال سنتين ونصف السنة لتأمين وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا قد لا يُقدم على هذا الأمر هذه المرّة.

 

وأمام كل هذه الوقائع، فإن النواب المنتخبين أمام مسؤولية تاريخية بمنع الوصول إلى الفراغ الرئاسي، وبالطبع عندما تجرى «البوانتاجات» داخل فريق حلفاء «حزب الله» ستكون النتيجة أن رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية سيحصد اصواتاً أكثر من جبران باسيل، ولذلك سيكون فرنجية مرشّح هذا الفريق وليس باسيل.

 

لا يُنكر أحد أن العوامل الإقليمية والدولية تتحكّم باللعبة الرئاسية، لكن الخطورة أن يُترك لبنان لوحده في هذا الإستحقاق، في حين أن قوى 8 آذار لن تقدم على تعطيل جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية إذا ضمنت أنها قادرة على الحصول على أغلبية النصف زائداً واحدا، في حين أن المشكلة تبقى في القوى المعارضة وقدرتها على توحيد صفوفها وإيصال رئيس سيادي إلى قصر بعبدا.

 

قد تكون إنتخابات الأمس «كفّاً» مبكّراً تلقّته القوى السيادية والتغييرية من أجل رصّ الصفوف والتنسيق أكثر ومعالجة الإختراقات في صفوفها، لأن الشعب شعر أن إنتصار الإنتخابات قد سُرق وعادت منظومة «حزب الله» – باسيل – بري للتحكّم باللعبة وطبعاً ستوصل مرشح «الحزب» إلى رئاسة الجمهورية إذا إستمرّ الوضع على ما هو عليه.