لن يترك جبران باسيل عمه ميشال يرتاح قبل أن يستنزفه إلى الآخر، وإلّا ما معنى أن يحمّله مشقّة الطريق من الرابية إلى بشتودار، المجاورة لدوما وكفور العربي؟
«نتع» الصهر عمه إلى مخيم الشباب في بشتودار ليلقي فيهم كلمة. وهذه الزبدة أو «القشوة»: «عليكم مسؤولية إكمال الرسالة لرفع مستوى الحياة وتأمين سيادة لبنان ومحاربة أي حكم جائر. كشفناهم أنهم سارقون يحمي بعضهم بعضاً، سننتصرلأننا لدينا الإرادة وأنا أكمل عملي خارج الرئاسة لبناء لبنان…».
لو يعلم الجنرال ما يُحكى عن صهره لكان من ألمح إليهم كسارقين مشاريع قدّيسين.
لو يرتاح الجنرال قليلاً. فما لم ينجزه في الرئاسة لن يحققه وهو يتأمل أزهار الياسمين في جنينة maisonnette الرابية.
لن يدع جبران عمه بسهولة. وقد أعدّ له في شهر آب سلسلة نشاطات ورحلات تمتد من النهر الكبير الجنوبي إلى رأس الناقورة على أن تختتم في كنيسة القديس جوليانوس في ريف حلب.
شهر آب لشم الهوا.
متوسطو الحال، وهم اليوم أقليّة، يسافرون هذا الشهر إلى منتجعات تركيا وشرم الشيخ وقبرص وجورجيا واليونان.
المقتدرون، مثل النوّاب الأكارم، يسوحون في ماليزيا والبرازيل واسبانيا وبريطانيا وسويسرا وأميركا…
والمعدمون، سيبقون هنا، يتحسّرون على صيفيات العزّ ويأكلون هوا.
في شهر الحر، يترك الأوروبيون مدنهم المكتظّة، ويمضون العطل في الأرياف أو خارج البلاد، حتى الديبلوماسيون يرتاحون. معالي الوزير السابق جان إيف لودريان، المتولي ملف الرئاسة اللبنانية، بتكليف من الدول الخمس المحبة للبنان، ودّعنا وضرب لنا موعداً في أيلول لاستكمال البحث والعمل لاستنباط الحلول لأزمتنا السياسية. إجازة لودريان في شهر آب مقدسة إلى درجة عدم الإستعجال لتسلّم منصبه رئيساً لوكالة التنمية الفرنسية في العلا (السعودية) قبل أيلول.
عطلة لودريان ليست سبباً لمزيد من «تنبلة» المسؤولين وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم.
ماذا وراء الرئيس نبيه بري في شهر آب؟ لا لوزان مدرجة في برنامجه الصيفي ولا نية له لتمضية آب هذه السنة في اسكوتلنده! فليحرك الركود قليلاً.
ماذا وراء نواب «أمل» و»الحوزب» من مشاغل؟ لو أنّ الحاج محمد رعد اعتاد أن يمضي شهر آب، من كل سنة، على شاطئ «الريفييرا» الفرنسية لوجدنا له عذراً في عدم حماسته لجلسة انتخاب قبل أيلول؟
والمرشح فرنجية ماذا سيفعل هذا الشهر في انتظار يوم القطاف؟ إلى قصّ الغازون ومتابعة مسلسلات «نتفليكس» والقيام برحلات بحرية ومشاوير صيد ليس هناك ما يشغل وقت البك.
هل سمع النواب الأفاضل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي يسألهم: هل عطلة آب للإستجمام ساحلاً وجبلاً؟
لو سمعوا لأجابوا: نعم سيّدنا.