IMLebanon

مجلس نواب أو سوق عكاظ؟

 

رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان رجل موزون يتعامل مع ملف الموازنة بعقل بارد ويحس بثقل هذا الملف، وأريد أن أسجّل الملاحظات الآتية:

 

أولاً- من العام ٢٠٠٥ حتى اليوم لا نزال نعاني من مشكلة الموازنة وقطع الحساب… وبعد قليل سيتحوّل اللبناني «محاسبجياً»… فلا سياسة ولا جغرافيا ولا تاريخ… فقط الموازنة.

 

هذا الواقع فرّخ عدداً كبيراً من «الدكاترة» في المال والأعمال والاقتصاد.

 

ثانياً- موازنة العام ٢٠١٤ التي هي قيد الدرس، استغرق وقتها، ولا يزال، أطول وقت بين مناقشات ودراسات وخلافات وحتى معارك، في تاريخ لبنان.

 

ثالثاً- في الأوضاع الاقتصادية الضاغطة في هذه المرحلة، ينتظر مؤتمر «سيدر» إنجاز هذه الموازنة حتى ينطلق التنفيذ، وتأخرنا طويلاً على هذه الفرصة السانحة التي لا تتكرر كل يوم، وعليه فاللبنانيون ملوك الفرص الضائعة.

 

رابعاً- لا يكفينا ما استغرقه تشكيل الحكومة (نحو عشرة أشهر) وانتخاب رئيس الجمهورية (نحو سنتين ونصف السنة).

 

وأشير الى أنه في مؤتمر الطاقة الاغترابية في الاسبوع الماضي، طلب من المنتشرين الإسهام في دعم الاقتصاد اللبناني، فقال أحد كبارهم: قبل أن تطلبوا منا هكذا مساعدات عليكم مساعدة أنفسكم بالتوافق وضبط الأوضاع ووقف الهدر الخ…

 

خامساً- هناك موسم اصطياف واعد، واللبنانيون ينتظرونه من سنة الى سنة، واليوم هل في رأي أي عاقل أن البلد في وضع طبيعي؟ الخلافات المتصاعدة على مستوى كبار المراجع والمسؤولين ألا تترك إنطباعاً بأنّ البلد غير طبيعي؟ ان ما يريده السائح هو الاستقرار في الحكم وفي الأمن والانتظام العام، فلماذا يأتي السائح إلينا ونحن في هذه الصراعات وفي هذه البلبلة وفي هذا الإنعدام للتوافق بين الجميع تقريباً؟!.

 

أخيراً لقد عمّم على وسائل التواصل الاجتماعي شريط ڤيديو لأحد اجتماعات لجنة المال: صريخ، تهديدات، صدامات كلامية حادة…بما يفوق تصوّر أي إنسان أنّ هذا ما يجري بين ممثلي الشعب وهم المفترض أنهم قدوة في العمل السياسي خصوصاً تحت قبّة البرلمان… وما جرى لا يبشّر أبداً بالخير، ومن شاهد الڤيديو يظن أنّ هناك مشكلة كبيرة في البلد… فهل هكذا نشجع السياحة؟!.

 

لذلك نعود الى كلام النائب الصديق ابراهيم كنعان رئيس اللجنة، آملين أن يكون ما جرى مجرد حادث عارض… وألاّ يتكرر! علماً أنّ الجلسة الأخيرة كأنك في برج بابل أو في سوق عكاظ حيث يختلط الشعر بالمساومات والبيع والشراء…

 

عوني الكعكي