Site icon IMLebanon

جلسة دعاية انتخابيّة

 

 

ما الذي بإمكان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أن تفعله لإنقاذ لبنان الغارق في مستنقعات من المشاكل المعقّدة التي لا حلول لها؟! الإجابة عمليّاً «ولا شي»، هي حكومة «على عيون العالم» فقط، لأنّ العالم منذ العام 2018 يطالب كلّ الحكومات السابقة بالقيام بإصلاحات كيّ يساعد العالم لبنان وينقذه من انهياره، فيما البلد لا يحتمل نهائيّاً تطبيق هذه الإصلاحات القاسية المطلوبة منه، وهذا أمر تغاضى الجميع ـ حتّى الآن ـ عن مكاشفة اللبنانيّين به، وإذا تهوّرت هذه الحكومة وفكّرت في تطبيق المطلوب منها قد ينفجر الشارع في وجهها، نحن في موقع المشفق على حكومة نجيب ميقاتي التي «تمرجل» عليها النوّاب بالأمس وهم يعرضون عضلات دعايتهم الانتخابيّة، نشفق عليها لأنّها لن يكون بإمكانها تغيير حرف في الواقع المالي والاقتصادي والسياسي والتربوي، وكلّ ما بالإمكان حشده من قطاعات لبنان المنهارة!!

 

المضحك ـ المبكي أنّ ممثّلي الشعب اللبناني بالأمس نطق بعضهم بوقاحة شديدة، وتجاهل هذا البعض لحظة مصيريّة وشديدة الخطورة تعيش فيها البلاد فلم يقارب أحد منهم البيان الوزاري متحدّثاً عن مضمونه، وبدلاً من قيام الجسم النيابي ـ على سبيل المثال ـ بمطالبة الحكومة بضرورة تبنّي مشروع تأسيس هيئة وطنيّة كبرى تعلن حال الطوارئ لإنقاذ لبنان ومواجهة كلّ خطورة تدهمه واحدة تلو الأخرى عسى ولعلّ تنجح هذه الهيئة الوطنيّة في وضع البلاد على سكّة البقاء على قيد الحياة برغم كلّ المؤشّرات المعاكسة!

 

أيّ حكومة، وأيّ رئيس حكومة،  لن يستطيع أن يفعل شيئاً، المأزق الحقيقي ليس في أزماتنا المستعصية على الحلّ، ولا في النهاية التي قد تسفر عنها أيّ جولات تفاوض مقبلة مع صندوق النّقد الدّولي والتّي قد لا تسفر عن إنقاذ لبنان، لأنّ المأزق الحقيقي للبنان وشعبه هو في وضعه السياسي الذي لطالما كان معقّداً، فدائماً كان هناك فريق بل «طائفة» تصرّ على اختطاف لبنان رهينة أجندات لهذه الدولة أو تلك، للأسف هذا ما يعيشه لبنان منذ النصف الثاني من القرن الماضي والذي دفع اللبنانيّون ثمنه حروباً وقتلى وجرحى ومعوقين ومخطوفين في السجون السوريّة ومفقودين على حواجز الميليشيات اللبنانيّة!

 

بالتّأكيد يتذكّر اللبنانيّون ما قاله رئيس الجمهوريّة لوفد زاره العام الماضي «لن أترك لبنان يسقط»، نحن الآن تحت قعر السقوط، بالطبع أثبت السّقوط والتيتانيك وتفجير بيروت ومرفئها في 4 آب الدّامي، وأثبتت الأيّام أنّ فخامته لم يملك أبداً خطّةً لإنقاذ البلاد، وأنّه لا يملك حتى برنامجاً أو خطوات جديّة تدفع عن البلاد شرّ ما غرقت فيه، مع أنّه ادّعى دائماً أنّه يريد إنقاذ لبنان، ومع هذا وقف بالأمس محاضراً في العفّة من على منبر قصر الأونيسكو صهر العهد جبران باسيل الذي مع أنّه فعل خلال السنوات العشر الماضية أكثر مما كان فعله كلّ لصوص المال العام منذ تسعينات القرن الماضي!!