رغم العدوان الإسرائيلي على لبنان والقصف اليومي على بيروت، يعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم جلسة نيابية لانتخاب أمينَي سر وثلاثة مفوضين، إضافة إلى أعضاء اللجان النيابية. فعملاً بأحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي، يفترض انعقاد البرلمان عند افتتاح عقد تشرين الأول من كل عام، وتحديداً في الثلاثاء الأول الذي يلي تاريخ الخامس عشر من هذا الشهر لإتمام عملية الانتخاب. وعادة ما تكون هذه الجلسة لزوم ما لا يلزم، بحيث يعاد انتخاب أمينَي السر والمفوضين وأعضاء اللجان بالتزكية، إلّا في حال قرر أحد النواب الخروج من لجنة ما أو الترشح لعضوية لجنة معينة، فيتم التوافق على الأمر إما بانتخاب بديل أو باستبدال نائب بآخر، وهو ما حصل العام الماضي.
لكن الأمريتزامن هذا العام مع خروج 3 نواب من تكتل «لبنان القوي»، يشغلون مواقع في لجنتين وهيئة مكتب المجلس، وهم: النائب آلان عون (أمين سر هيئة المكتب)، والنائب إبراهيم كنعان (رئيس لجنة المال والموازنة)، والنائب سيمون أبي رميا (رئيس لجنة الشباب والرياضة). ورغم أن التوجه لدى التيار الوطني الحر كان العمل على استبدال هؤلاء بـ 3 نواب حزبيين، عبر خوض معركة انتخابية، علمت «الأخبار» أن التكتل عقد اجتماعاً برئاسة النائب جبران باسيل في وقت متأخر من ليل أمس، وخلص إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة في جلسة اليوم، استجابة لرغبة الرئيس نبيه بري بعقد جلسة هادئة وإبقاء الأمر على ما هو عليه، منعاً لأي توتر في البرلمان في هذا التوقيت. وعليه، «لن يحضر نواب التكتل الجلسة كي لا يصادقوا على التجديد للنواب الـ 3 الخارجين من الحزب وإعطائهم ما ليس لهم، وفي الوقت نفسه لن يعمدوا إلى الدخول في معركة احتراماً لوضع البلد». وفيما يحتاج انعقاد الجلسة إلى نصاب النصف + واحداً (65 نائباً)، لم تكن جميع الكتل النيابية قد حسمت حتى مساء أمس قرارها بالحضور، ولم يُعرف بالتالي إن كان النصاب سيتأمن أو لا. وبحسب المعلومات، لن يحضر نواب حزب الكتائب إلى المجلس. كذلك لن تحضر كتلة «تحالف التغيير» المؤلفة من النواب: مارك ضو ووضاح الصادق وميشال دويهي، لإصرارهم على أولوية انعقاد المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية. وفي الإطار نفسه، سيتغيب نواب المعارضة: بولا يعقوبيان وفراس حمدان وإبراهيم منيمنة ونجاة صليبا وياسين ياسين. أما النائب ملحم خلف، فسيدخل في بداية الجلسة كما فعل العام الماضي للإشارة إلى أن المجلس هيئة ناخبة تعقد جلسات مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس، ثم يخرج. وتقول يعقوبيان لـ«الأخبار» إنه «نظراً إلى ما يشهده لبنان حالياً، يجب أن تكون هذه الجلسة لمناقشة الحرب وموضوع الدمار والبحث في سبل للمواجهة والصمود، إضافة إلى انتخاب رئيس للجمهورية. لكن الواقع أن المجلس مغلق ولا ينعقد إلا لانتخاب لجان نيابية لا تنعقد أصلاً ولا يجتمع أعضاؤها، بينما البلد يُدمّر والمؤسسات تتهاوى». في المقابل، ستحضر كتل القوات والاشتراكي وأمل، من دون أن يعرف قرار نواب حزب الله.
وتوافقت تلك الكتل على إعادة التجديد للجان وهيئة المجلس، ثم ذهاب الأعضاء إلى تزكية رؤساء اللجان الحاليين مجدداً خلال اجتماعات لاحقة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض نواب السنّة المستقلين كانوا قد أبدوا استياءهم من إبقاء «القديم على قدمه» ويرغبون في تصحيح التمثيل السّني داخل اللجان، رغم إدراكهم المسبق أن الوقت لا يسمح لإحداث بلبلة في المجلس النيابي اليوم.