في أول جلسة لحكومة “معاً للإنقاذ” التي انعقدت في 16 أيلول من العام 2021 ميلادياً، توجّه السيد رئيس الجمهورية إلى الوزراء بتشخيص لواقع وبحكمة من مخزونه الفكري فقال: “ان الأوضاع ضاغطة والوقت ثمين، وكل دقيقة لها قيمتها”. بعد 26 يوماً على انطلاقة الحكومة ضرب وزراء الثنائي الشيعي “فرام” فتوقفت الجلسات اعتراضاً على عدم “قبع” القاضي طارق البيطار، قبل أن يعود مجلس الوزراء إلى الإنعقاد في 2 شباط 2022 بعد اكتشاف الدواء الناجع لشلّ حركة البيطار.
الوقت بالفعل ثمين. وهذا ما اختبره الجنرال عون شخصياً بين العامين 2014 و2016. إختبر أهمية الوقت المعجون بالصبر. وقتها كان اللبنانيون يعيشون في بحبوحة وفي مستطاعهم إنتظار المخلّص.
ولأن الوقت ثمين ولكل دقيقة قيمتها، أخذ السيد الرئيس وقته قبل الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة. حدّدها بعد أسبوع. الخميس المقبل. أما لماذا الخميس وليس اليوم أو غداً؟ من يدري!
هل إذا ما نُقع الرئيس نجيب ميقاتي بالعسل وبرش جوزة الطيب وماء الورد والخل وزيت الزيتون والهال بيصير أطيب؟
وهل من طبخة يعدها جبران وتحتاج إلى سبعة أيام “غلي” على نار خفيفة؟
هل ستمنح دوائر بعبدا النواب الآتين فرادى وزرافات من أمكنة نائية بونات بنزين؟
أو تضع خطة نقل استثنائية يدشّن النواب من خلالها خط سير الحافلات الفرنسية. يحتاج نقل النواب إلى سبعة أو ثمانية باصات وربما أكثر. باص ينقل نواب “اللقاء الديمقراطي” من دوّار بعقلين إلى بعبدا ويمكن أن ينقل ركاباً مع النواب الثمانية إلى وسط بيروت، فلن ينزعج الرفيق وائل إذا طلعت إلى جانبه ست حلوة من الدامور.
نواب “الجمهورية القوية” ينطلقون بأحد الباصات الفرنسية من موقف معراب. ويُستحسن أن يكون السائق فرنسياً.
نواب التغيير يتجمّعون تحت جسر الكولا.
كتلة المخزومي ستطلع إلى بعبدا بباص مستقلّ.
باص نواب طرابلس وعكار ينطلق من ساحة التل صباح الخميس مشيّعاً بنحيب مناصري عمر حرفوش ودموع فيصل أفندي.
باص الجنوب يتحرّك من النبطية في الخامسة والربع فجراً بعد أن يستلمه الحاج وفيق من وزارة الأشغال ويشيّك عليه. في المقابل ستكون هناك بوسطة قرب لبنة مسابكي بشتورة لنقل “كتلة الوفاء للمقاومة” والنائب جميل السيّد ونواب زحلة بعد تفتيشهم تفتيشاً دقيقاً.
باص باسيل و”الطاشناق” سيكون في موقف ميرنا الشالوحي ومعه 4 باصات مواكبة…
من الخميس إلى الخميس وقت طويل وثمين، وقد نشهد تطورات دراماتيكية على صعيد كلفة النقل. لذا استعجل السيد الرئيس الدعوة إلى الإستشارات، والنائب الـ”بيتو قريب” من بعبدا ليس من الضروري أن ينتظر الباص، فليطلع “تمشاية” أو فلينزل “دركبة”.