Site icon IMLebanon

لهذه الأسباب تأجّلت الاستشارات… فهل يُعاد “خلط الأوراق”؟

 

حتى ساعات الليل كانت ثمة مؤشرات تؤكد أن يوم الإستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري سينتهي بالرئيس سعد الحريري مكلفاً تشكيل الحكومة. لكن كفة التأجيل لأسباب “تقنية” هي التي رجحت “لحاجة عدد من الكتل الى مزيد من التشاور”. حركة العاملين على خط تسهيل التكليف ربطاً بالتأليف لم تكن نضجت ومن بينهم كان نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي الذي تولى نقل التزام من رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم الثنائي الشيعي تسهيل التأليف لكن من دون صلاحيات استثنائية للحكومة. لكن هذه النقطة اندرجت في سياق جملة نقاط بقيت عالقة تم استعراضها خلال الاجتماع المطول الذي جمع الحريري مع المعاون السياسي في “حزب الله” الحاج حسين الخليل والذي شهد سيلاً من الاسئلة الاستيضاحية لم يقدم الحريري إجابات شافية ووافية حولها. وهو لقاء نفى حصوله “المستقبل”.

 

وفق المعلومات التي رشحت عن الاجتماع أن الحريري لم يعتبر ان تسمية الثنائي الشيعي عقبة في طريق التأليف وتعاطى على أنها مسألة قابلة للبحث، لكن برنامجه الاصلاحي تضمن نقاطاً تحتاج الى بحث مستفيض من وجهة نظر “حزب الله” الذي عاد وارتأى عدم وضعها كعقبة امام التكليف وامكانية التفاهم بشأنها في سياق مشاورات التأليف.

 

في تكليفه كما التأليف يولي الحريري اهمية لعلاقته مع “الثنائي” الذي لا يزال متوجساً منه نتيجة ما شهدته المرحلة الماضية من مطبات أدت الى تدهور في العلاقة بينهما وندوبها لم تزل قائمة واولها الخشية من ان ينقل تكليف الحريري البلاد الى مرحلة ضبابية، في حال أصر على اعداد تشكيلته الوزارية ووضعها في عهدة رئيس الجمهورية للتوقيع عليها أو في حال احتفظ بتكليفه ولم يلتزم بموعد محدد للتأليف.

 

ارجاء الاستشارات اسبوعاً اضافياً يمكن أن يعيد خلط الاوراق مجدداً لمصلحة الحريري أو ضده. فالاخير كان على عجلة من أمره لبلوغ التكليف بعد حشر الكتل النيابية بمهلة ايام لحسم خياراتها. وخلال اليومين الماضيين كان الحريري اجرى مع فريق عمله عملية حسابية أفضت الى حتمية تكليفه مع فارق عدد الكتل التي ستسميه وهذه مسألة لم يعد التوقف عندها مهماً بالنسبة إليه تماماً كما أن مسألة الميثاقية المسيحية التي كان مصدرها سابقاً كتلتي “القوات” و”التيار الوطني الحر”. مسألتان تجاوزهما الحريري الذي لمس تشجيعاً من الفرنسيين على ترشيحه. حتى الآن يمكن القول إن خطوات الحريري باتجاه السراي تقترب أكثر فأكثر طالما المجال مفتوح امام المزيد من مشاورات التأليف بعد التكليف وقد جاء تصريحه بأنه “مرشح طبيعي” بعد مرات متكررة من الرفض. بدا مرتاحاً لمسار الاتصالات التي اجريت. لم يقطع اي فريق الطريق على تكليفه رغم التحفظات والإمتناع عن التسمية، بالمقابل بات هو أحوج ما يكون لفك العزلة عن نفسه والخروج من دائرة الانتظار والرهانات مهدداً مستقبله السياسي فيما تتزايد أعداد المتسلقين على زعامته والمزايدين عليه ومن بين هؤلاء من يجتمع واياهم على صلة الدم والرحم.

 

كل لإعتباراته ستذهب غالبية الكتل النيابية الى تسمية الحريري رئيساً مكلفاً باستثناء “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”اللقاء التشاوري” الذي يميل الى عدم تكليف الحريري وفق مصادره، فيما “حزب الله” لم يكن قد حسم خياره بعد مستنداً الى تأجيل الاستشارات. ومرة جديدة يفترق “التيار” عن “الثنائي الشيعي” باختلاف الخيارات، فيكون لكل منهما قراره، وقد زاد من التوتر في العلاقة موقف رئيس مجلس النواب الرافض لقرار بعبدا ارجاء الاستشارات “ولو ليوم واحد”. كأن الخلاف حول تركيبة الوفد المفاوض على الحدود البحرية ورفض تعديله بما يتناسب ورأي “الثنائي الشيعي” ستكون له تداعياته على الملف الحكومي. ومعنى هذا ان الثنائي لن يقف على خاطر “التيار الوطني” في التكليف والارجح في التأليف ايضاً لكن هذا يضع “التيار” في موقف بالغ الحساسية امام الفرنسيين أولاً ولا يقوي ورقته التفاوضية في تشكيل الحكومة.

 

خلال الاجتماع تراوحت الآراء داخل تكتل “لبنان القوي” بين ممتنع عن التسمية والراغب في إيداع الامر في عهدة الرئيس عون. مع الاصرار على عدم الظهور بموقع المعطل. كان واضحاً ان التيار الوطني لم يتلق اجابات على مجموعة الهواجس حول تكليف الحريري بلا اتفاق على التأليف. من خميس إلى آخر تبقى أبواب المشاورات مفتوحة، ليكون السؤال: هل ستحمل الساعات المقبلة إعلاناً عن لقاء قريب يجمع الحريري بجبران باسيل.