كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحده على علم بموعد الاستشارات النيابية الملزمة التي حددت يوم الأثنين في 26 الجاري، وقالت مصادر مطلعة إن أنطوان قسطنطين مستشار رئيس الجمهورية نقل هذه المعلومات إلى البطريرك الراعي. وأفادت هذه المصادر إن الإعلان عن موعد الاستشارات شكل حرجاً لكل القوى السياسية وحتى لـ”حزب الله” ولتلك التي كانت تدعو سابقاً إلى التكليف بسرعة ورفعت شعار التأليف قبل التكليف وقد أتى تحديد الموعد ليقطع الطريق على كل هؤلاء وليضعهم أمام مسؤوليتهم في التسمية.
واستغربت المصادر أن يلجأ البعض إلى بدء الترويج بأن موعد الأثنين قابل للتأجيل وقالت إن الموعد ثابت ولتحضر الكتل النيابية إلى القصر الجمهوري وتبلغ الرئيس عون بمن تراه مناسباً لتشكيل الحكومة لتحوز شخصية في نهاية نهار الاستشارات على أكبر عدد من الأصوات فتكلف بالتشكيل.
المصادر شددت على أن الكتل النيابية أصبحت بعد إعلان موعد الاستشارات أمام خيار وحيد وهو التشاور بين أعضائها ومع الكتل الأخرى من أجل الاتفاق على شخصية تحظى بأصوات تمكنها إذا شكلت الحكومة من أن تنال الثقة وسألت المصادر في شكل خاص عن موقف كتلة تيار المستقبل وتحديداً موقف الرئيس سعد الحريري وعما إذا كان يجد في صفوف الطائفة السنية من هو مؤهل لتشكيل حكومة غيره وما إذا كان على استعداد لدعمه حتى ليسميه، وسألت المصادر في هذا الإطار أيضاً عن موقف تيار المستقبل من إمكانية تسمية السفير السابق نواف سلام فهل هو مؤيد لهذه التسمية أم رافض لها؟
المصادر المطلعة لم تسقط من عملية التكليف الموقف السعودي من الشخصية التي يمكن أن تسمى، كاشفة عن خطوط اتصال مفتوحة بين المملكة ورئاسة الجمهورية وأن ما قد يحصل على هذا الصعيد سيفاجئ الجميع.