IMLebanon

استشارات نيابية ملزمة أم منعدمة!؟ 

الشعب اللبناني وبعد ما هو جار عليه وعلى وطنه وجودا ودورا، حاضرا ومستقبلا من تجارب مروعة ومصائب ونكبات، سياسية واجتماعية وحياتية ومالية واقتصادية وكل نواحي الحياة التي لم ير مثيلا لها خلال حروبه الداخلية، ما عاد يعنيه كل ما تقوم به الطبقة السياسية الحاكمة والمتحكمة بما فيها على وجه الخصوص مسرحية تشكيل الحكومات في وطنه لبنان.

والشعب يردد بداخله (على من تقرع مزاميرك يا داوود) عن اية مشاورات ملزمة تتحدثون، وعن اي تكليف ترمون واية حكومة تشكلون!!؟ واين راحت وذهبت استشارات النواب الملزمة الاولى ومن اطاح بها؟ وكيف ولماذا؟ بغض النظر عن المكلف والمكلف وما بينهما من  نكايات وتباينات وصراعات يدفع اثمانها الباهظة الوطن والشعب معا، شهداء باعداد كبيرة سقطوا ويحاولون الباسها للاهمال، وجياع ماتوا وسوف يموتون تباعا جراء الغلاء الفاحش والاحتكار القاتل، واخرون قطع عنهم الدواء والاستشفاء وينتظرون حتفهم خنقا واختناقا ولم تنقذهم بدعة الاقوياء في طوائفهم ولم ياخذ بأيديهم من اعلنوه «بي الكل»، ومن اعلن نفسه «ابو السنة»، والثنائي الشيعي ولا ارباب الجمهورية القوية ولا حتى من اخترعوا له اللقاء التشاوري لمآرب اخرى.

فريق الرئاسة شاغل كل وقته،  ويبذل كل جهوده، ويجمع كل طاقاته، ويندفع اندفاعة الذئب على فريسته لتكليف جديد لا يلاقيه وتأليف حكومة مصنعة تحقق المطالب المعلنة بالرئاسة وتأتمر بالامر لي وهذا لب استعادة الصلاحيات ولو على مبدأ عنزة ولو طارت!

تتردد في اوساط شعبيه المحاسبة بمقاطعة الاستشارات النيابية الملزمة شكلا والملغاة مضمونا ويقولون لمن يواجههم بالفراغ أنسيتم ان الفراغ ساد البلاد ثلاث سنوات قبل تنصيب الرئاسة عبر الممر الالزامي الذي الزم به الجميع، وان الحكومات الثلاث التي تشكلت لم تنه حالة الفراغ بل جعلتها بالاشتراك مع فريق الرئاسة حالات عدة توزعت خباياها بحجز اموال المودعين من فقراء لبنان وتهريب اموال الحاكمين والمتحكمين لبنوك الخارج وعيش يا شعب لبنان العظيم.. فالفقر والجوع والذل والعتمة واخفاء الدواء والفلتان الامني وحالات الانتحار والذل والاذلال كلها حالات عارضة تصيب الكثير من البلاد وما عليك الا الصبر وبعده الموت الذي لا بد ملاقينا في كل آن، فالقيادات لديكم تناضل لاسترجاع الحقوق بهمة الاقوباء في طوائفكم المهمشة وحقوقكم المهدورة واستعادة الصلاحيات المسلوبه وهذا لا يكون الا بازالة اتفاق الطائف بما يعيد للبلاد والعباد الامن والامان والاستقرار!!

وفي مكان اخر، يهمس عدد من السياسين والنواب بتمنيات تؤدي الى مقاطعة الاستشارات لعدم احترام الاستشارات الاولى الملزمة من كلا الفريقين المكلف والمكلف بالتشكيل رغم مرور تسعة اشهر. ومن جهة اخرى فتح الفريق الرئاسي ابواب جهنم على وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) بردة وعودة لمواقف سابقة بمواجهة النواب اللبنانيين المجتمعين انذاك بمدينة الطائف منجزين اهم قضية وطنية عرفها لبنان واللبنانيون وضعت حدا قاطعا للحرب الاهلية وسحب اسلحة الميليشيات الطائفية المتقاتلة فيما بينها واسقاط كل المشاريع التدويلية الهادفة الى تقسيم لبنان واقامة كانتونات طائفية ومناطقية واحياء مشروع ١٧ ايار الصهيوني.

ان العبث باتفاق الطائف  وبالدستور اللبناني وتفسيره خلافا لنصوصه الواضحة وبعث احلام باستعادة صلاحيات امبراطورية لرئاسة الجمهورية واللعب بالبلاد والعباد الى بعث الفتن والصراعات الدموية بين اللبنانيين الحريصين على الانصهار والعيش الوطني الواحد والدولة الواحدة القادرة والعادلة على صون البلاد وحماية المواطنين والتمسك بالطائف وثيقة وطنية وتنفيذ باقي بنودها المعروفة والمكررة والتي بتنفيذها يجري انقاذ لبنان.

الوطن والشعب وهو وطن كل اللبنانيين اكبر من الجميع وفوق الجميع والسيادة فيه للشعب وليس لحاكم ولا لحزب او تيار او حركة، واي زعم او وهم او ادعاء اخر لا تزيد قيمته عن الصفر.