اليوم يوم الإستشارات النيابية الملزمة. تأخر رئيس الجمهورية قليلاً بالدعوة بهدف إنضاج الطبخة. وضع “قدرة الفول” على نار خفيفة كي يأتي رئيس الحكومة العتيد منهنهاً، ومن وقت لوقت أطل معلّم جبران لتفقّد الفولات وإبلاغ الرئيس أوّلاً بأول عن التطوّرات “عمي بعدن الفولات متل الحجار”.
نواب غير متكتلين تكتلوا.
نوّاب فضّلوا البقاء مستقلّين.
الثنائي الشيعي أصدر فتواه، وفي قناعة اللبنانيين، أن بمجرّد أن يمشي “الثنائي” بنجيب ميقاتي فهذا معناه أن نجيباً راجعٌ إلى السراي، على حصان أبيض، أو على ظهر فيل.
اليوم سيسمّي السادة النواب مرشحاً للتكليف. وفي هذه المناسبة الغالية جهزتُ تصريحاً مسبقاً، لأي نائب ليس عنده ما يقوله بعد اجتماع الدقائق الخمس المخصصة له. وهذا نصّه:
“تشرّفت بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون، واستعرضنا الوضع العام في لبنان والعالم، وأطلعني الرئيس على محصّلة مباحثاته الأخيرة مع دولة رئيس حكومة “أنتيغوا وبربودا” غاستون ألفونسو براون التي تدحض كل ما يُقال عن عزلة لبنان الدولية، كما استوضح الرئيس مني خلفيات تعديل التعميم الرقم 158 وتمنّى عليّ إذا عندي “مرقة” على البنك أن أسحب له 400 دولار فريش، وبعدما طمأنني الرئيس إلى أنه لن يسمح أن تسرق منه منجزات وزارة الطاقة ووزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة العدل ووزارة السعادة، وبأن تُقلّص حصته الوزارية، أبلغني صاحب الفخامة والنيافة عن نيته بقبع رياض سلامة ولو بقي من العهد ربع ساعة ودكّه بالحبس، وعن نيته منح القاضية غادة عون نوط الإمتياز. وتكرّم فخامة الرئيس بسؤالي عن مرشحي للرئاسة فأجبته باقتضاب. إسمح لي فخامة الرئيس في هذه العُجالة أن أعرض لكم رؤيتي ونظرتي لرئيس الحكومة المرتجى وأن أحدد مواصفات عامة.
أرشّح من يتعهد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من قرية الغجر وحقل كاريش ويافا والقدس في مدة أقصاها 30 تشرين الأول 2022.
وأرشّح رئيساً للحكومة نظيف الكفّ مقلّم الأظافر أبيض الأسنان معطّر الأنفاس والسيرة، حسن الهندام مصفف الشعر أو ما بقي من الشعر على فوديه.
وأرشح رئيساً يتبنّى ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وحصرية السلاح بيد الدولة، وتطبيق القرارات الدولية والإصلاح والحوكمة الرشيدة وحماية الطيور المهاجرة والفرز من المصدر وتصدير التفاح والإنفتاح على الشرق وتثبيت جسر التواصل بدعائم من فولاذ ويتبنى كذلك الحياد وتحرير سعر الصرف وخراج الهبّارية… وانشالله ما كون نسيت شي.
هذه مواصفات رئيس الحكومة التي عرضتها في الإستشارات، وقد دوّنها السيد رئيس الجمهورية شادّاً على يدي رابتاً على كتفي مثنياً على ما تفضّلت به. هل من أسئلة؟”.