Site icon IMLebanon

تحالفات سياسية عجيبة غريبة.. وضخ غير معهود للأموال

 

الانتخابات النيابية: مزاج شعبي ناقم وشد عصب طائفي

 

 

في الوقت الذي بدأت فيه القوى السياسية تشغيل ماكيناتهم الانتخابية والعمل على أساس أن الانتخابات النيابية حاصلة لا محال في موعدها المقرّر، فإن هذه القوى شغّلت بالتوازي راداراتها في اتجاه فيينا لمراقبة ما يجري على مسار التفاوض الإيراني – الأميركي بشأن ملف النووي لاعتقاد هؤلاء بأن نتائج هذه المفاوضات سيكون لها ارتداداتها على المنطقة ومنها لبنان، إن كان ذلك سلبياً أم إيجابياً، وذلك لكي يبنوا على الشيء هو مقتضاه، مع العلم بأن أي نتائج ستخلص إليها هذه المفاوضات لن تكون قبل نيسان المقبل وفق كل المعطيات والمعلومات المستقاة من أكثر من جهة على صلة بهذه المفاوضات.

 

ولكن الثابت إلى هذه اللحظة أن جميع المعنيين بالساحة الانتخابية أصبحوا على قناعة بأن هذه الانتخابات ستحصل، وأن المعركة الانتخابية في ضوء المشهد السياسي القائم حاليا وخصوصاً بعد مغادرة الرئيس سعد الحريري الحياة السياسية في عزّ التحضير للانتخابات، ستكون بالتأكيد أم المعارك وهي ستكون الأكثر كلفة مالياً في تاريخ لبنان الحديث، حيث سيسعى كل فريق لتقديم الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على موقعه السياسي أو على الأقل التقليل من الخسائر التي يُمكن أن يُمنى بها نتيجة التبدلات القوية في المزاج الشعبي في مختلف الدوائر ونتيجة النقمة العارمة التي ظهرت في السنوات الماضية على الطبقة السياسية التي تحمّلها الحالة الشعبية مسؤولية ما آلت اليه أوضاعهم الحياتية والمعيشية التي وصلت إلى الدرك الأسفل.

 

من هنا فإننا سنكون مع قابل الأيام أمام حفلة لا نظير لها من المزايدات الشعبوية، والمناكفات السياسية في سبيل شد العصب الطائفي والمناطقي الذي أصيب في الآونة الاخيرة بالكثير من الارتخاء الذي انعكس خوفاً كبيراً في نفوس السياسيين الذين استشعروا خطر تغريد تكتلات شعبية خارج سربهم الانتخابي وهؤلاء سيسعون بكل ما أوتوا من قوة إن على مستوى تقديم المساعدات أو شحن النفوس بغية إحداث بعض المتغيّرات في المشهد الراهن من شأنه أن يقلل من حجم الخسائر التي قد تنشأ نتيجة ذلك ، لا سيما وأن الأزمة المعيشية الراهنة أحدثت في نفوس غالبية الناس ندوباً من الصعب معالجتها بعد ان شعروا ان السياسيين الذي وصلوا الى ما وصلوا إليه من مواقع سياسية وثروات ما كانوا ليصلوا اليه لولا الالتفاف الشعبي حولهم على مدى سنوات.

 

وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر متابعة أن كل الفرقاء السياسيين بدأوا يعدون العدة لخوض غمار الانتخابات المقبلة آخذين بعين الاعتبار عدم وجود الحماسة الشعبية المعهودة في مثل هكذا استحقاق، فإنها تلفت النظر إلى أن تعقيدات المشهد الداخلي في ضوء ما نراه ونسمعه من مواقف يومية مرشحة للازدياد كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي، وهذا الأمر يعكس دلالات خطيرة حول ما يُمكن ان تكون عليه الساحة الداخلية في الايام القادمة، لا سيما وأن الاحتدام السياسي الحاصل والذي ارتفع نسوبه في اليومين الماضيين يترافق مع مشهد إقليمي ودولي غير واضح المعالم.

 

الرادارات السياسية باتجاه الخارج لاستكشاف مسار التفاوض الأميركي – الإيراني بشأن الملف النووي

 

وترى هذه المصادر ان قرع أجراس الانتخابات من كل حدب وصوب، وانطلاق عجلة التحضيرات لهذا الاستحقاق على النحو الذي هي عليه اليوم كل ذلك يُؤكّد بأنه وفور إقرار الموازنة لن يكون هناك أي صوت يعلو فوق صوت الانتخابات التي ستكون هذه المرة بالنسبة للكثيرين معركة وجود، مع أن البعض من هؤلاء ورغم التحضيرات العالية التي تتولاها ماكيناتهم الانتخابية ما زالوا يشككون بإمكانية حصول هذه الانتخابات، لأنه في اعتقادهم ما تزال هناك عوامل في الداخل والخارج يُمكن أن تؤدي الى تعطيل الانتخابات، وهذا إن حصل سيكون ثمنه مكلفاً بالنسبة للبنان، لا سيما وأن المجتمع الدولي لا يمكن ان يقدم أي «فلس» للبنان في حال لم يحترم لبنان الموعد الدستوري المتعلق بالانتخابات،وهو شرط أساسي من الشروط التي يضعها في رزمة الاصلاحات المطلوبة من الحكومة اللبنانية التي تحاول قدر الإمكان البرهان بأنها جادة في الاستجابة الى أي مطلب دولي تكون قادرة عليه، وهي لذلك تستعجل اقرار الموازنة واحالتها الى مجلس النواب للمصادقة عليها كونها ستكون بوابة العبور الى إنجاز الإصلاحات التي تقي لبنان شر الانهيار الذي يتهدده.

 

وفي معرض حديثها عن التحالفات تؤكد المصادر اننا سنكون أمام مشهد غريب عجيب من التحالفات، خصوصاً في ضوء تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، حيث من المتوقع أن تحاك تحالفات ما انزل الله بها من سلطان في إطار محاولة كل فريق سياسي أن يكون في قلب أكثرية نيابية تأتي بالمشهد السياسي الذي يكون على هواه.