Site icon IMLebanon

إجراء الانتخابات النيابية لا يستلزم إنهاء ولاية المجلس

مطالعة حول قرار المجلس الدستوري الرقم (7)

إجراء الانتخابات النيابية لا يستلزم إنهاء ولاية المجلس

حطّت الانتخابات البلدية رحالها بعد آخر مراحلها في طرابلس والشمال يوم الأحد الماضي، وأجمع اللبنانيون على أنها قد جرت بنجاح تنظيمي وأمني وشعبي وفي أجواء تنافسية لم تشهد حوادث تُذكر.

وكان لا بد من استخلاص النتائج الدستورية والسياسية العامة لتلك الانتخابات، لا سيما في ما خص انعكاسها المباشر على إجراء الانتخابات النيابية التي كانت قد أُجّلت مرتين منذ العام 2013 بذريعة الظروف الأمنية الاستثنائية في البلاد، وهي ذريعة أسقطتها الانتخابات البلدية.

لذلك، وانطلاقاً من الوقائع المستجدة ومن قرار المجلس الدستوري الرقم 7 الذي شرَّع التمديد للمجلس النيابي مشروطاً بزوال الظروف الاستثنائية، واستناداً الى ما يدركه الجميع من أن نتائج الانتخابات البلدية ستدفع معظم الفريق السياسي الحاكم إلى التمسك بالتمديد للمجلس وإلى رفض إجراء الانتخابات النيابية لذرائع شتى وعلى رأسها ربط تلك الانتخابات بالتوافق المسبق على قانون انتخاب أو بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية،

فإنه كان لا بد لي في هذه المطالعة من الاستعانة ببعض المراجع الدستورية الوازنة والمحايدة التي جرى إدراج رأيها بأمانة في المقاطع المدرجة باللغة الفرنسية في المطالعة أدناه.

الوقائع:

«بعد المداولة

ـ أنّ ربط إجراء الانتخابات النيابية بالاتفاق على قانون انتخاب جديد، أو بأي اعتبار آخر، عمل مخالف للدستور.

ـ وان التدابير الاستثنائية ينبغي ان تقتصر على المدة التي توجد فيها ظروف استثنائية فقط.

ـ إجراء الانتخابات النيابية فور انتهاء الظروف الاستثنائية وعدم انتظار انتهاء الولاية الممدّدة».

* وبما انه وفق أحكام المادة 13 من القانون رقم 250 تاريخ 14 تموز سنة 1993 وتعديلاته، المتعلق بإنشاء المجلس الدستوري، ووفق أحكام المادة 52 من القانون رقم 243 تاريخ 7 آب 2000 وتعديلاته المتعلق بالنظام الداخلي للمجلس الدستوري:

«تتمتع قرارات المجلس الدستوري بقوة القضية المُحْكَمة وهي مُلزِمة لجميع السلطات العامة وللمراجع القضائية والإدارية»،

Les décisions du Conseil Constitutionnel… s’imposent aux pouvoirs publics et à toutes les autorités administratives et juridictionnelles?

«واستناداً إلى الأسباب الواردة في الحيثيات يقرر المجلس بالإجماع

1ـ قبول المراجعة شكلاً.

2 ـ رد الطعن للحيلولة دون التمادي في حدوث الفراغ في المؤسسات الدستورية».

«وبما أن قانون التمديد المخالف للدستور في الوضع الراهن، قد يؤدي إلى فراغ في السلطة الاشتراعية…

وبعد المداولة

يؤكد المجلس الدستوري بالإجماع على الأمور التالية:

1ـ إن دورية الانتخابات هي مبدأ دستوري لا يجوز المس به مطلقاً.

2ـ ان ربط إجراء الانتخابات النيابية بالاتفاق على قانون انتخاب جديد، أو بأي اعتبار آخر، عمل مخالف للدستور.

3ـ ان التدابير الاستثنائية ينبغي أن تقتصر على المدة التي توجد فيها ظروف استثنائية فقط.

4ـ إجراء الانتخابات النيابية فور انتهاء الظروف الاستثنائية وعدم انتظار انتهاء الولاية الممددة».

Les Grandes decisions des Conseil Constitutionnel – 17eme- Edit 2013

Déc No 62-18L- 16 janv 1962

Loi d’orientation agricole – No 12

P 135

“1- considérant d’une part qu’aux termes de l’article 62, in fine de la Constitution: “les décisions du Conseil Constitutionnel… s’imposent aux pouvoirs publics et à toutes les autorités administratives et juridictionnelles”, que l’autorité des décisions visées par cette disposition s’attache non seulement à leur disposition mais aussi aux motifs qui en sont le soutien nécessaire et en constituent le fondement même

Les grandes décisions. Loc. Cet

P 137

… Cette constatation s’impose aux pouvoirs publics et à toutes les autorités bien qu’elle n’ait pas été insérée dans “le dispositif et celle parce que “les motifs qui sont le soutien nécessaire du dispositif est ont aussi autorité de la chose jugée

والمادة (75)، «وان المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر».

وبالتالي، فإن التمديد قد كرّس ليس فقط حالة الفراغ الرئاسي بل أضاف اليها حالة الفراغ التشريعي وغياب المراقبة عن أعمال الحكومة، على عكس ما جاء في نصّ وروحية قرار المجلس الدستوري المنوه عنه أعلاه،

فإنه يتوجب على السلطات الممثلة في مجلس الوزراء والنواب تنفيذ قرار المجلس الدستوري فوراً عملاً بقوة القضية المُحكمة وإلاّ يعُتبر التقاعس أو أي عمل أو إجراء معاكس لقرار المجلس الدستوري مخالفاً للدستور والقوانين والأنظمة المرعية الإجراء.

ولا يرد على ذلك ان إجراء الانتخابات النيابية قبل انتهاء مدة الولاية الممددة تحتاج إلى صدور قانون جديد من مجلس النواب يجيز إجراءها، اذ جاء في دراسة قيمة للدكتور بهيج طبارة في «السفير»، 11 أيار 2016 الصفحة 3 ـ ما حرفيته:

إن قانون التمديد قد صدر بمادة وحيدة جاء فيها:

«تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي بتاريخ 20 حزيران 2017».

«إن قانون التمديد لم يتعرض لموضوع الانتخابات النيابية ولم يقرر تأجيلها، بل اقتصر على تمديد ولاية مجلس النواب بحجة الظروف الاستثنائية».

وبالفعل لقد استقر اجتهاد محكمة التمييز ومجلس الشورى، كما استقر رأي جميع العلماء على القول، إنه عند تفسير نص تشريعي أو تنظيمي، إن حرفية النص يجب ان تتغلب على روحه

Odent – Contentieux Administratif 1988 – 1981

P 445 – La lettre du texte lorsqu’elle ne permet pas la controverse, doit prévaloir sur son esprit.

CF (Ass) 23 Juillet 1948 Sté des matières colorantes et produits chimiques et industriels de St Denis et autres R. p 351

CF (Ass) 12 Déc. 1952 Maire R. P 375

CF (S) 5 Fev 1965 Charlot R. P 72

CE (Ass) 20 Mai 1971 Barrat R. P 387

Cass. Civile 15 Mars 1935 Cie d’assurances le Continent

G.P 1955 – I – 304

Bull 1955 – I – 102

فضلاً عن ذلك، إن المحاكم العليا تفسر، بصورة منهجية ضيقة، الأحكامَ التشريعيةَ التي تخرج أو التي يبدو أنها تخرج عن المبادئ القانونية أو عن القواعد العامة المعمول بها سابقاً

Odent – loc.cet

P 435 – le Conseil d’Etat interprète systématiquement de façon restrictive les dispositions qui dérogent ou qui parassent déroger à des principes de notre droit ou à des règles générales antérieurement admises par la legislation

CE (Ass) 25 Juin 1969 Syndicat autonome du personnel enseignant des Facultés de droit et des sciences économiques RDP 1060 – P 965 Concl. Braibant GCP 1969 – II- 16012.

ولذلك يقتضي عملاً بالقرار المذكور، واحتراما لمبدأ قوة القضية المحكمة وإلزامية تطبيق هذا المبدأ دستورياً، ان يصار فوراً إلى إجراء انتخابات نيابية بالقانون الحالي او بقانون لا يتجاوز إصداره مهلة شهر واحد، وان تمارس الحكومة ووزارة الداخلية صلاحياتهما في دعوة الهيئات الناخبة دون ابطاء ودونما حاجة إلى اصدار او انتظار اية قرارات او قوانين أخرى عن أي جهة كانت.