يتصرف الجميع على اساس ان الانتخابات بدأت، فاجتماعات الماكينات متواصل في كل المناطق، وكذلك الشارحون للقانون وكيف احتساب الحاصل الانتخابي والكسر والصوت التفضيلي، وما الى هنالك ما من مسائل تقنية اساسية في القانون، وكيف يمكن التعاطي مع المندوبين والناخبين، خصوصاً ان «حكاية» توزيع اللوائح في خارج مقرات الانتخاب لم تعد مجدية كون الناخب سيدخل غرفة وينتخب لائحة بأسمائها وصورها، وسيعطي الصوت التفضيلي لمن داخل اللائحة.
في الحقيقة بمراجعة العديد من القوى والاحزاب الوازنة، هناك ورشة عمل حقيقية تقوم بها الاحزاب الاساسية والرئيسية، مع ماكيناتها بغض النظر عن التحالفات، التي تعقد وتبرم بين القوى المتحالفة او المتناقضة، الا ان المهم في الموضوع ان هناك عملا حثيثا وكأن الانتخابات على الابواب.
واقع الامر تقول مصادر مطلعة، ان الطرف المسيحي في الانتخابات يتحضر لمعركة احجام ومعركة سياسية حاسمة وقاسية في مختلف الدوائر من الشمال الى الجنوب، وهي معركة انتخابية اساسية، مع الاشارة الى ان هذا المجلس لن ينتخب رئيساً للجمهورية الا في موعده الدستوري، بمعنى ان هذه الانتخابات ليست انتخابات اكثرية رئاسة الجمهورية المقبلة، في السياق الطبيعي لانتخابات رئاسة الجمهورية، كما يقول بعض النواب الظرفاء، اطال الله بعمر الرئيس العماد ميشال عون.
مما يعني وفق المصادر، انها معركة اكثرية سياسية وتحالفات تريد حفظ التوازنات في البلد،ولا تختل هذه التوازنات، في المرحلة الراهنة واشارت الى ان من وضع قانون الانتخاب بعد المخاض العسير، لم يقره من اجل تغيير معادلات سياسية ومذهبية، ولم يوافق عليه الا بعد علمه انه لن يمنح اكثريات مطلقة هناك ولا اكثريات ساحقة لفريق سياسي، بل هذا القانون وان تغلّف بالنسبية، فهو يعطي نتائج انتخابات الاعوام الماضية مع بعض الفوارق البسيطة، هنا او هناك، نتيجة البلوكات السياسية او الطائفية او المذهبية، التي تعطي ترجيحات في الصوت التفضيلي، لكن لن تحدث تغييرات في الوجه النيابي الحزبي او السياسي لاحد، مع افضلية واضحة للناخبين المسيحيين اكثر من السابق في انتخاب نوابهم باكثرية اصوات المسيحيين في دوائرهم، لدرجة انه جرى تقسيم بيروت لشرقية وغربية – دائرة اولى ودائرة ثانية.
هل تجري الانتخابات في موعدها؟
تقول المصادر، ان لا تحصل الانتخابات وارد اذا رمت التطورات الاقليمية الامنية – بثقلها على الداخل اللبناني، وما عدا ذلك فأن كل الافرقاء تصرّح لكوادرها ان الانتخابات حاصلة لا مجال، وان التحضيرات قائمة لتنتهي بيوم واحد.
من الواضح ان صورة التحالفات ما تزال غامضة، لكن كل شيء ممكن ، اذ ان كل الاحزاب تجري حساباتها السياسية في الربح والخسارة وان كلها تشير الى ان امكانية قيام تحالفات كانت مستبعدة سابقاً ممكنة، وكلها تؤكد ان لا شيء غير ممكن في بعض الدوائر، لأن الاقطاب والقوى الاساسية تريد بصراحة ووضوح الفوز باكثرية المقاعد النيابية، ولا تريد فقدان اي من مقاعدها، لكنها كيفما قلبت حساباتها فهي حتى الآن، تجد نفسها ستخسر هنا مقعدا او مقعدين، الا انها ممكن ان تربح مقاعد اخرى على الصعيد التحالفات الوطنية.
لكن السؤال هل يتحالف تيار المستقبل وحزب الله في بعض الدوائر، او التيار الوطني الحر وحركة امل في دوائر اخرى، او ان يجتمع مرشحون لحزب الله والقوات والحزب التقدمي الاشتراكي في دوائر معينة او ان يجري ترتيب التحالف بين تيار المردة والتيار الوطني الحر هنا او هناك.. كلها اسئلة مطروحة في اروقة مختلف القوى ولا اجابات حاسمة ايضاً. مما يؤكد ان الجميع كما تقول المصادر، ينتظر صورة الحركة السياسية وخريطتها العامة، ليبني على الشيء مقتضاه