Site icon IMLebanon

هل يصرف الراعي النظر عن اللقاء النيابي الموسّع في بكركي؟  

 

 

لا تزال الدعوة التي فوّض بها المطارنة المجتمعون في بكركي البطريرك بشارة الراعي، توجيهها إلى النواب المسيحيين للقاء تشاوري في الصرح البطريركي، في أطار الدراسة والبحث، وذلك على مستوى البطريرك الراعي من جهة، والقيادات والمرجعيات السياسية والحزبية على الساحة الداخلية وليس فقط المسيحيين من جهةٍ أخرى، في ضوء معلوماتٍ متداولة عن تواصلٍ قد حصل في الأسبوع الماضي بين بكركي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وفق مصادر نيابية مطلعة، وتتناول مجمل المشهد الرئاسي لجهة السعي نحو تحريك الجمود المحيط بالإستحقاق الرئاسي، والذي بات يتطلّب أكثر من مبادرة ولقاء، من أجل توحيد وجهات النظر وتأمين المناخ النيابي المناسب الذي يسمح بأن يتمّ انتخاب رئيس الجمهورية، من دون العودة إلى تكرار مشهد الجلسات السابقة، التي كرّست التباعد بين الكتل النيابية وحملت طابعاً أبعد ما يكون عن الجدية والحسم، على الأقلّ من قبل بعض النواب أو الكتل التي عمدت إلى التصويت في الجلسة الإنتخابية الأخيرة على وجه الخصوص، من خلال “شعارات” فقط.

 

وبحسب المصادر النيابية، فإن اللقاء النيابي المسيحي من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو إطلاق مرحلة جديدة ومن بكركي على وجه الخصوص، ما زال غير مؤكد، إذ أن الراعي يتردد في المبادرة إليه، حيث أن حظوظ صرف النظر عنه، تتساوى اليوم مع حظوظ الدعوة إليه، وهي تعزو سبب هذا التردد إلى الحملات السياسية التي سُجّلت في الأيام الماضية، والتي باتت تشكل عائقاً أمام لقاء القيادات ورؤساء الكتل النيابية المسيحية، إضافةً إلى وصول رسائل إلى بكركي من قبل البعض، وتتناول هذا اللقاء التشاوري وتبدي بعض التحفظات عليه، علماً أن سيد بكركي، قد لاحظ صعوبةً في إقامة نقاش وحوار بين 64 نائباً في وقتٍ واحدٍ، لأسباب غير سياسية وتتعلق بصعوبة الإفساح في المجال أمام كل نائبٍ للتعبير عن رأيه من جهة، واستحالة اجتماع كل هؤلاء النواب على موقفٍ واحد من الإستحقاق الرئاسي.

 

وفي هذا المجال، تحدثت المصادر النيابية نفسها، عن تلقّي البطريرك الراعي عدة إقتراحات حول هذا اللقاء التشاوري، إلاّ أنها تشير إلى أن الفكرة الأساسية كانت وما زالت، التشاور تحت مظلة بكركي، من أجل وضع حدّ للإنقسامات بالدرجة الأولى، وليس البحث في تسمية مرشّحين أو تحديد مرشّحٍ واحد ليذهب النواب الـ 64 لانتخابه في المجلس النيابي، خصوصاً وأن بكركي تسعى لموقفٍ جامع بين كل الكتل، وليس فقط بين الكتل والنواب المسيحيين فقط.

 

وبالتالي، تتوقع المصادر نفسها، أن تواصل دوائر بكركي البحث بشكلٍ مفصل في كل الإقتراحات التي وصلتها سواء بشكلٍ مباشر أو عبر الإعلام، على أن يأتي القرار النهائي في الأيام القليلة المقبلة ، وإن كانت هذه المصادر لا تتوقع أن يقوم البطريرك الراعي بتوجيه الدعوة إلى لقاء نيابي مسيحي موسّع في بكركي، انطلاقاً من قناعةٍ ثابتة لديها بأن الإستحقاق الرئاسي هو استحقاق وطني وليس مسيحيا فقط.