إلتقاء نواب الأمة تحت سقف البرلمان في حفل سياسي من تنظيم الرئيس السرمدي لمجلس النواب وتحت رعايته، وبوجود رئيس الحكومة وأركانه، كاف لوحده ليصاب من هم مثلي بالإغتباط الشديد.
إغتبطتُّ بالنقيب ملحم يعيد تذكير رئيس المجلس بمواد تحتم انتخاب رئيس جمهورية. ملحم افتتح الردة وتبعه آخرون وبينهم طبيب العيون والقلوب المعذّبة الياس جرادة.
إغتبطتُّ كمشاهد بمناوشات دارت بالأسلحة المتوسطة بين اللواء الركن وجارتنا النائب بوليت سيراكان ياغوبيان. الأجمل لو سقط الدكتور فريد البستاني في إنتخابات الـ 2022 ونجح وئام وهاب لجاءت المناوشات البرلمانية، أي مناوشات، على شكل تقاصف بالمدفعية الثقيلة. منصة أكس حلبة إفتراضية.
إغتبطتُّ بالنائب جورج عدوان يحض رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والشؤون الإجتماعية والصناعة والعمل والإقتصاد على تطبيق القوانين النافذة على الإخوة السوريين وترحيل غير المستوفين شروط الإقامة والعمل.
إغتبطتُّ بجهاد الصمد يدعو إلى فك الحصار عن سورية ولبنان. كون ما يصيب سورية يصيب لبنان. فإن أصيبت سورية بانفلونزا يبدأ الكح في لبنان. وإن طاولها قانون قيصر فلبنان معني بالدفوع الشكلية والدفاع المستميت عن براءة دمشق من جرائم نُسبت إليها زوراً.
إغتبطتُّ بالشيخ سامي يثبت للقاصي وللداني أنه دائماً على حق. كم تنمّروا عليه بموضوع الناضور والجهاز. وأمس أكد لهم بالملموس أن لا غنى عن الناضور والجهاز لمراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية المشرّعة للتهريب. وكم سرني قول الشيخ سامي «إن من واجبات الدولة السورية أن تفتح الطريق لمواطنيها» مقترحاً البوسطات لنقل أكثر من مليون و800 ألف نازح. فكرة مذهلة. اول 300 نازح نقلتهم بوسطات وصاروا بسورية وباقي مليون و799 ألفاً و700.
إغتبطتُّ بمطالبة نائب بقاعي الدولة بإقامة مخيمات حدودية كما فعلت تركيا والأردن. أي دولة بالتحديد؟ وأي حكومة؟
إغتبطتُّ بجبران وأسامة وحسين الحاج حسن وبميشال وبوضّاح وبالأخت حليمة وبكل من اعتلى المنبر وبلّ يده بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين السوريين. إغتبطتُّ ببو صعب يدعو ميقاتي إلى المبارزة في يوم مفصلي. إغتبطتُّ بوليد البعريني يقرأ على الموبايل كلمة ليست كالكلمات. إغتبطتُّ وأسعدني التعرّف إلى صورة الدكتور حيدر ناصر نائباً وقد نصبح أصدقاء.
إغتبطتُّ بالتوصيات الصادرة عن المجلس الكريم الغني بالمواهب، وبإعلان أهل العريس رغبتهم الصادقة بالتواصل مع أم العروس، أي الحكومة السورية… عرنوساً ومقدادَ. كل ما قيل وما كُتب وما صدر يبقى حبراً على الورق ما لم تعطِ أم العروس أي مسيو عرنوس، أي إشارة إيجابية. هذه توقعاتي وانطباعاتي.
التوقيع: صاحب الغبطة.