IMLebanon

مصدر نيابي: الإنزعاج الأميركي من لبنان لن يصل إلى حدود تجميد تسليح الجيش

    هل ينتقل السجال الدائر حول ملابسات حرب «فجر الجرود» إلى مجلس الوزراء؟

    معلومات عن اكتفاء تيّار «المستقبل» ببيان الكتلة دون نقل السجال إلى داخل الحكومة

يفترض ان يهيئ النداء الذي اطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى جميع القوى السياسية بعدم ترك التشنجات السياسية والتجاذبات وتراشق التهم تنسيهم انتصار لبنان على الإرهاب، ودعوته ايضا إلى طي صفحة السجالات التي «غبرت» صورة النصر، ان تطوي صفحة السجال السياسي الدائر بين القوى السياسية على خلفية ما اثير من ملابسات حول معركة الجرود، وببعد هذا الموضوع عن الحكومة المهددة بالاقسام على الخلفية نفسها لا سيما وأن نداء رئيس الجمهورية يأتي بالتزامن مع الدعوة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال المركزي الذي اقامته حركة «امل» بمناسبة الذكرى الـ39 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه والتي لا تختلف من حيث المضمون مع النداء الذي اطلقه رئيس الجمهورية لا سيما لجهة وقف السجالات القائمة، وحملات التشكيك المتبادلة والتي كان لها تأثير سلبي على الانتصارات التي حققتها الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود التي استمرت تسعة أيام في مساحة جبلية متعرجة تزيد على 120 كيلومتر مربع.

لكن مصدراً نيابياً مراقباً ما زال يستبعد ان يتوقف السجال الدائر بين حزب الله وفريقه من التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار وبين تيّار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية»، ولا بدّ من ان ينعكس هذا السجال على الحكومة نفسها التي تشكو اساسا من عدم الانسجام الا إذا صحت المعلومات التي تقول بأن وزراء تيّار «المستقبل» سيكتفون بالبيان الذي أصدرته كتلتهم النيابية ولن ينقل السجال إلى داخل مجلس الوزراء خشية من يؤدي ذلك إلى انهيار الحكومة، والدخول مجددا في أزمة حكومية على بعد لا يزيد عن بضعة أشهر عن الموعد الذي حدده مجلس الوزراء لإجراء الانتخابات النيابية.

وكشف المصدر أن الأزمة التي نشبت غداة وقف القتال في جرود ورأس بعلبك والقاع لها وجهان الأوّل داخلي يتعلق بالمواقف التي أطلقها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله والتي كشف فيها عن دور الحزب الذي ادى الى اجراء مفاوضات لخروج مسلحي داعش من الجرود في الوقت الذي احكم فيه الجيش سيطرته العسكرية على هؤلاء المسلحين لدرجة لم يبقَ امامهم سوى الاستسلام، وكان يمكن ان يحصل الجيش على معلومات «دسمة» منهم، بما في ذلك التوصّل إلى معلومات دقيقة عن الخلايا النائمة التي قد يكون «داعش» زرعتها في الداخل اللبناني فضلا عن معلومات عسكرية أخرى يمكن الإفادة منها فضلا عن التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني بإدارة حزب الله التي كشف عنها ايضا أمين عام الحزب غداة إعلان وقف النار والسماح بترحيل مسلحي داعش بإشراف الجيش السوري وبعد التنسيق معه.

اما الوجه الثاني للأزمة فيتعلق بردود الفعل السلبية التي عبرت عنها الولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية، والمتعلقة بالدور السلبي الذي لعبه حزب الله الذي أدى إلى اجراء مفاوضات مع داعش أفضت إلى خروج مقاتليه من شرق لبنان في الوقت الذي أحكم فيه الجيش اللبناني قبضته على هؤلاء المقاتلين.

وتؤكد هذه المصادر على صحة المعلومات التي تسربت عن انزعاج الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية لقبولها بهذا الواقع، وسربت الدوائر الأميركية معلومات تُشير إلى ان موقف الحكومة من شأنه أن يؤثر سلباً على المساعدات العسكرية التي تقدمها الحكومة الأميركية لدعم الجيش اللبناني والتي لولا هذه المساعدات لما تمكن الجيش اللبناني من تحقيق هذا الانتصار.

لكن المصدر ووفقاً لمعلومات يستبعد بشكل مطلق ان تقدم الحكومة الأميركية كما روج في بعض وسائل الإعلام على استرجاع الدبابات الخمسين التي زودت بها أميركا الجيش اللبناني قبل ان يخوض معركة فجر الجرود والتي ساهمت بشكل مباشر في تسريع الانتصار على داعش.

ويقول المصدر أصبح واضحاً ان واشنطن لا تبارك مجمل ما جرى في المرحلة الأخيرة في الجرود الا ان العتب لن يبلغ حدّ ترك الجيش اللبناني في عز لحظات الانتصار على الإرهاب وستواصل دعمها المؤسسة العسكرية لأن التخلي عنها حسب اعتقاد المصدر في هذه المرحلة بالذات يعني تسليماً بأمر واقع يحاول المحور الإيراني وذراعه العسكري فرضه على لبنان.

وعندما يسأل المصدر عمّا إذا كانت كل هذه التداعيات كافية لقلب طاولة مجلس الوزراء يجيب بأن الموضوع مرهون بالموقف الذي سيتخذه رئيس الحكومة سعد الحريري في الجلسة المقبلة التي سيعقدها مجلس الوزراء، وإن كان يعتقد بأنه سينأى بنفسه عن إثارة هذا الموضوع، كذلك الأمر بالنسبة إلى وزرائه في الحكومة، الا إذا حصل واثار وزراء «القوات اللبنانية» هذا الأمر فعندها سيضطر وزراء التيار إلى إعادة التأكيد على الموقف الذي اتخذته كتلة التيار النيابية في هذا الخصوص والذي رفض فيه بشدة كل المواقف التي أدلى بها أمين عام حزب الله والتي تعطي الأفضلية في الانتصار الذي تحقق له وللجيش السوري ومعهما الجيش اللبناني الذي ظل كما يقول السيّد على تنسيق دائم معهما.