IMLebanon

بارولين في بيروت تعبيراً عن قلق فاتيكاني على الكيان

 

باريس تخشى تغطية واشنطن لحرب إسرائيلية على لبنان

 

وسط حالة الغليان الميداني على الحدود الجنوبية، ومع تصاعد نذر حرب واسعة بين “حزب الله” وإسرائيل اللذين أكملا استعداداتهما لخوض غمارها ، قد لا يبدو موعدها بعيداً، في حال لم تنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الانفجار، ووفقاً لما توافر من معلومات ل”موقع اللواء”، فإن زيارة أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، إلى لبنان، تأتي في إطار تدخل فاتيكاني عاجل، في محاولة لإبعاد شبح الحرب المدمرة عن لبنان، في ظل قلق كبير لدى دوائر الكرسي الرسولي على الكيان اللبناني، وما ينتظر البلد، إذا ما استمرت المواجهات على حدوده الجنوبية .  وتداركاً من خروج الوضع عن السيطرة، فقد استنفرت عاصمة الكثلكة دبلوماسيتها، من أجل حماية لبنان من خطر اندلاع نزاع اقليمي، توازياً مع تفعيل المساعي من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يأخذ على عاتقه إعادة بناء المؤسسات، وجسر الهوة بين لبنان ومحيطه العربي والعالم الخارجي . ومن المتوقع أن تكون لبارولين سلسلة لقاءات مع عدد من القيادات السياسية والروحية، لوضعها في أجواء المبررات التي أملت زيارته بيروت، وما يمكن أن يقوم به الفاتيكان لنزع فتيل التوتر .

وفي وقت بدا الوضع على الارض جنوباً، كأنه في سباق محموم بين محاولات التهدئة غير المضمونة، وبين تسارع مؤشرات الانفجار بين “حزب الله” وإسرائيل، فإن الغموض لا زال يلف نتائج المحادثات التي أجراها كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان وإسرائيل، ما يرفع منسوب المخاوف على لبنان، في ظل معلومات دبلوماسية، تشير إلى أن باريس ومن خلال المعطيات التي توافرت لها في الأيام الماضية، تستشعر  خطراً داهماً على لبنان، من مغبة قيام إسرائيل بعمل عسكري واسع يستهدفه، ما دفعها إلى رفع وتيرة اتصالاتها مع واشنطن، لاستيضاح ما تم تسريبه من أن واشنطن ستقف إلى جانب إسرائيل، في حال نشوب حرب مع “حزب الله” . وهو أمر ينظر إليه الفرنسيون بكثير من القلق، في وقت يعمل الرئيس إيمانويل ماكرون، على تأمين ما يمكن تسميته ب”شبكة أمان” لحماية لبنان من مخاطر ضربة إسرائيلية، لمح إليها عدد من قادة جيش الاحتلال . وآخرهم وزير الدفاع يواف غالانت الذي سيبحث ملف غزة ولبنان مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته واشنطن .

 

وفيما كشف النقاب عن تلقي هوكشتاين رداً سلبياً من جانب المسؤولين الإسرائيليين، على ما حمله معه من مقترحات لبنانية لوقف التصعيد جنوباً، فإن الإدارة الأميركية التي يمكن القول أنها دخلت في مدار الانتخابات الرئاسية، قد لا يكون لديها الكثير من التأثير على الحكومة الإسرائيلية لمنعها من مهاجمة لبنان، رغم سعي الجانب الأميركي إلى عدم فتح جبهة واسعة عند الحدود الجنوبية، وتفادي دخول لبنان في حرب واسعة مع إسرائيل، لا يمكن التكهن بالنتائج الكارثية التي ستتمخض عنها، في حين لا يعير “حزب الله” التهديدات الإسرائيلية اهتماماً، وإن كان يضع في حساباته احتمال قيام الاحتلال بعدوان واسع على لبنان . وهو على ما يؤكده مسؤولوه، فإن “المقاومة لا تؤخذ بالتهديد والوعيد ولا بالصوت العالي، وهي تعرف مأزق العدو وما يصيبه، وتعرف إمكاناتها وقدراتها وصمود وتحمّل شعبها، وهي تتعاطى مع مجريات الميدان وفق معايير معينة، وتعمل من ضمن قواعد ميدانية وضعتها، لأنه ليس هناك قواعد اشتباك بيننا وبين العدو، ونسمع بين الحين والآخر تلويحات وتهديدات وتسريبات ومواعيد عن هجوم بري وتوسعة للحرب، لكن العدو أعجز من مواجهة المقاومة” .

 

ولا تستبعد أوساط معارضة، كما تقول ل”موقع اللواء”، في ظل ارتفاع الحماوة الميدانية، “احتمال انزلاق الوضع في الجنوب إلى الأسوأ، في وقت بدا أن الجهود الدبلوماسية، وتحديداً الأميركية والفرنسية آخذة بالتقلص، وسط خشية حقيقية من اتساع رقعة الصراع ليشمل الإقليم برمته، فيما سيكون  الشعب اللبناني وحده المتضرر من تدمير لبنان وتفكيكه”، مشددة على أن “أساس الحل في الجنوب، بالالتزام بنص ال1701 الذي لم يطبق منذ صدوره، على أن يكون الأمن في منطقة جنوب الليطاني في عهدة الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية”. وإذ حملت الأوساط “حزب الله” مسؤولية “زج اللبنانيين في حرب لا مصلحة لهم بها”، فإنها أكدت أن “طهران تقود المنطقة انطلاقاً من لبنان، إلى حرب اقليمية ستقضي على كل شيء، بعدما وضعوا لبنان في دائرة الاستهداف من خلال ربط الجنوب بغزة” .

وإذ أبدت الأوساط تشاؤماً حيال إمكانية تحريك الملف الرئاسي راهناً، بعدما وصلت كل المحاولات بهذا الشأن إلى الحائط المسدود، فإنها تؤكد أن “لا حوار دون تطبيق الدستور، وأن لا مجال للقبول بأعراف دمرت البلد وداست على الدستور”، مشددة على أن “المعطيات المتوافرة، تؤكد أن حظوظ إجراء الاستحقاق الرئاسي متدنية لاستمرار التعطيل من جانب حزب الله وحلفائه، في الداخل والخارج” . وتضيف، “استمرار التمسك بالمرشح سليمان فرنجية، سيبقي الأزمة، إلا إذا تنازلوا عن الأخير، فإن المعارضة مستعدة للتوافق على اسم وسطي، بعدما أصبح الجميع على قناعة، بأن المخرج من الشغور، بالخيار الثالث” .